أعزائي القراء،

مسألة اليوم هي بمثابة رسالة تحذيرية هامة جدا ليس للزوج فقط بل وللزوجة أيضا ، لأنه غالبا ما تبدأ الحياة الزوجية بالحب والعطاء والكرم والسخاء بين الطرفين وقد يستمر الزواج وقد تظهر خلافات تحتم إنهاء العلاقة.

ولا حرج أن يكون الزوجان متشاركين بينهما عطاء وسخاء مادي لا مانع من ذلك أبدا، لكن أن يتحول هذا العطاء لأن يوقع الزوج لزوجته شيكات بمبالغ طائلة تصل للآلاف وأحيانا للملايين بحجة أن يثبت لها حبه وحسن نيته، فهذا أمر لم يقل به شرع ولا دين.

فالحب وتبادل العطايا مطلوب لكن ليس بهذه الطريقة التي تحولت في حالات عديدة إلى وسيلة تهديد وانتقام عندما تأزمت العشرة، فمنهن من وضعت زوجها بالسجن بالشيكات لأنه تزوج عليها أو رفض يطلقها.

هذه هي المشكلة التي نحذر منها، الزوجة عند وقوع الطلاق سن لها الشرع حقوقا كثيرة من مؤخر ونفقة عدة وبدل المتعة وسكن حضانة ونفقة للمحضونين وتحميل علاجهم وتعليمهم على الأب، ولها أجرة حاضنة شهريا وتوفير مواصلات وربما خادمة، وربما سائق وسيارة.

كلها حقوق تحصل عليه الزوجة إذا وقع الطلاق لا قدر الله، فما الداعي إذن لهذه الشيكات التي ستوقعنا بمشاكل أكبر مستقبلا؟ 

وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الزوجات اللاتي يعطين شيكات لأزواجهن إثباتا لمودتهن وحبهن فإذا تأزمت الحياة وأرادت الطلاق هددها "الحبيب" بأن تتنازل عن كافة حقوقها بل وتدفع له مقابل طلاقها. ولقد آثرت الحديث في تلك المسألة لتكرارها اليوم بالمحاكم وتداول قضاياها وسبب أخر هو أن بعض الزوجات مع الأسف تستغل هذه الشيكات لتكون هي الرجل بالبيت وهو المرأة بل ووصل الحال أن يرى الزوج زوجته تسهر وتتعرف على غيره من الرجال ولا يستطيع طلاقها لأنه يخشى أن تدخله السجن بسبب تلك الشيكات يقول الزوج ( تامر) :

 لقد نهيتها أن تخرج مع جارنا فلان بسيارته فكانت تقول لي: لو مش عاجبك طلقني ...وظل الزوج يرى التصرفات غير السوية من زوجته ولا يستطيع النطق بكلمة. لدرجة أنها كانت تسافر بدون إذنه رغم أن لها منه طفلان،ظل الرجل يعيش ببيته هي صاحبة الكلمة وكل خوفه أن يطلقها فتشكو عليه بالشيكات وتخرب عليه حياته.

يقول الزوج : كانت تسبني أمام الجيران والزملاء وتقول: لو راجل طلقني ..لو عندك كرامة اعملها ...وأكمل قائلا: داست كرامتي ورجولتي تحت قدميها وأنا استاهل لأني أستامنتها وقدمت لها الشيكات دليل محبة. ولكني لم أكن أعرف أنها ستصير بيوم من الأيام حبل المشنقة حول رقبتي ولليوم لم أطلقها لكني أعيش بمكان وهي بمكان. وكلما طلبت هي الطلاق أطلب منها أن ترد لي الشيكات فتأبى وكدت أن أصنع جريمة لأتخلص من هذا الكابوس ...وهكذا حياتي أتعس ما يكون بسبب تلك الشيكات ..

أرأيتم خطورة الوضع وحجم المأساة ؟ 

هذا هو سر تعرضي لتلك المسألة لينتبه كل زوج ولتنتبه كل زوجة. وليعرف الجميع أن إثبات وجود الحب وصدق المشاعر ليس بتحرير شيكات أو توقيع على كمبيالات ، فكم من زوجات عشن في نعيم وتمرغن في أموال طائلة لكنها لم تحمد ولم تشكر شريك الحياة. وكم من زوجات أعطين رواتبهن وكتبن الأراضي والبيوت لأزواجهن وسددن عن الزوج الديون المتراكمة وبالنهاية فوجئت بخياناته. لا أقصد بكلامي هذا ألا يتعاون الزوجان ويتشاركا  بل من مفاتيح السعادة أن يتعاونا ويتشاركا لكن ليس بتوقيع شيكات بألوف وملايين كعربون محبة لأنها قد تتحول عند الخصام إلى سلاسل يقيد بها شريك الحياة. الذي تصرف بسذاجة وعدم تقدير لما قد يقع بالمستقبل.

اقرأي أيضا: 

قصة واقعية: طلاق يستقبل بالزغاريد 

طيور الفردوس أجمل وأغرب الطيور في العالم