أفتتح مؤخراً خلال شهر رمضان الكريم في فندق الروزوود بأبوظبي معرضاً فنياً فريداً من نوعه يعكس روحانية الشهر بطريقة مدهشة، حيث عمل الفنانان الزوجان بسام السيلاوي وميسون مصالحة على مشروع مشترك نفذاه من بعد دراسات وتجارب كثيرة على مدى عامين للخروج بمعرض يجمع منحوتات الخط العربي وما تعكسه من صور الظلال. وفي حوار مع الزوجين لأنا زهرة، أطلعانا على أسرار تنفيذ تلك اللوحات بهذه الطريقة التي تعد الأولى من نوعها. المعرض عبارة عن منحوتات من مادة شبيهة باـ"لفايبركلاس" لها تنوئات تعكس ظلالها على لوح من "الكانفاس"  الأبيض من خلال تسليط إضاءة مرتبطة باللوحة لتشكيل ظلال تترجم العبارات المنحوتة، ومنها عبارة "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر" وهي تعكس ظلالاً لشكل مسجد الشيخ زايد الكبير وفي عبارة أخرى هي "إن مع العسر يسرا" لتعكس نفس الظلال، وعبارة "سبحان ربي الأعلى" لتمثل ظلال رجل يسجد، وإسم الجلالة "الله" بالظلال منعكسة من عبارة "الله الوهاب"، وكذلك دعاء "يا الله" تنعكس عنه صورة فتاة وهي رافعة يديها بالدعاء، وعبارة "وادي رم" لتعكس قافلة من الجمال. وما يلفت أن هذا المشروع نفذ بفكرة وتنفيذ الزوجين وكأنهما شخص واحد، فقد درس الإثنان الفنون الجميلة في جامعة اليرموك في الأردن وتخرجا عام 1992، ومن حينها وهما مرتبطان بالحياة والفن، وهذا ما أكداه لنا من دون أن ينسبا أي جهد منفرد لأحدهما في هذا المعرض. وتقول السيدة ميسون: "لقد حرصنا منذ زواجنا على أن يتوفر أستوديو للرسم في منزلنا كي نمارس فيه الفن، وقد عملنا كفريق منذ البدء، وكان كل منا يكمل الآخر." وعن المادة الأساسية التي أستخدماها يقول السيد بسام: "لقد استخدمنا مادة الصلصال "الرزن كاستيغ" وهي مادة كيميائية تشابه الفايبر غلاس لكن من دون الألياف "الفايبر"، وقد أستعنا بالتقنية الإلكترونية لتكوين إنعكاس لوحاتنا ولتسهيل الحسابات للإضاءة والظل من الأحرف العربية لتكون التجربة الأكثر تفرداً حتى الآن، والتي تجمع بين الإرث الحضاري الخاص بنا وتوظيفه بطريقة معاصرة." وقد عرض الزوجان 11 عملاً بروح رمضان في الفندق، ولكل عمل كمية محدودة من النسخ تصل إلى 100 نسخة بنفس النسب والإنعكاسات، وتتراوح أسعار اللوحات بين 300- 1700 درهماً، مع شهادة موقعة من الفنانين. ويمكن إستخدام أي مصدر ضوء لعرض اللوحة، بما في ذلك شمعة أو إنارة قوية كانت أو ضعيفة. كما أستخدم الزوجان الألوان اللامعة كالفضي والذهبي والنحاسي لطلاء المادة المكونة للمنحوتات، لتماهي أشكال المعادن مثل الذهب والفضة وغيرها. ويعمل الزوجان الآن كفنانات مقيمان وإداريان لمركز الفنون "أرت هاب" في أبوظبي، والذي يستضيف فنانين من كافة أنحاء العالم ليقيموا ويعملوا كل بحسب أسلوبه في أستوديوهات المركز، ومن ثم يقام لأعمالهم معرضاً في نهاية فترة الإقامة.   المزيد: المرأة الأسطورة في لوحات جان روسي في أوبرا جاليري “تشكيل” يحتفي بفنانين إماراتيين وعالميين في دبي ميرة القاسم تحكي “حدوتة مصرية” بصور الآيفون