ابتعاداً عن دراما البيئة الشامية وما يرافقها من مغالطات تاريخية واجتماعية، واقتراباً من المسلسلات الاجتماعية المعاصرة المنتجة لعام 2014، فإنّ الدراما الرمضانية اختلفت هذا العام شكلاً ومضموناً عما كانت تقدمه في أعوام سابقة. بنظرة خاطفة على هذه الأعمال، نجد أنّ "الانحلال الأخلاقي" بات العامل المشترك لمعظمها، مدعَّماً بالفجور والدعارة مع التأكيد على تحويل المرأة إلى سلعة في المجتمع العربي الذي لم يصل في أسوأ حالاته إلى هذا المستوى المتدني. في الدراما الاجتماعية، تحوّلت المرأة إلى دمية تلهو وتعبث وتمارس حريتها من دون روادع أخلاقية، بينما تفرّغت نجمات كثيرات لاستعراض جسدهن ومكياجهن وأنفهن على حساب الأداء التمثيلي. أما الخيانة فهي العنوان الأبرز لأعمال أخرى. كل شيء  مباح، ولن نعثر على امرأة واحدة وفية، بل أصبحت شخصياته ماكينات جنسية لا تفكر إلا في إشباع الرغبات وارتكاب النزوات. نستطيع القول إنّ "الحياء" بات مفقوداً هذا العام حتى باتت أغلبية المسلسلات لا تتناسب أبداً مع رمضان، شهر العبادة والرحمة وصلة الأرحام، ولا ينصح بأن تغزو الجلسات العائلية، بل من واجب القائمين عليها تحذير الناس إلى أنّها "للكبار فقط". المزيد: هذه المسلسلات ما زالت في البال