تأسر سويسرا ألباب السياح بمناظرها الطبيعية الخلابة وأجواءها الرومانسية الحالمة، ويحتفل كانتون غراوبوندن هذا العام بمرور 100 عام على إنشاء الحديقة الوطنية السويسرية التي تعد أول محمية طبيعية في جبال الألب. وتعتبر هذه المحمية الطبيعية السويسرية حتى اليوم هي المنطقة البرية الوحيدة التي ظلت محمية من التأثيرات والتعديات الضارة. وخلال رحلات التجول يتمكن السياح من الاستمتاع بالطابع الأصلي لجبال الألب المرتفعة.

وتنص قواعد المحمية الطبيعية على قائمة طويلة من المحظورات، مثل عدم إطلاق النار أو اصطحاب الكلاب أو الاستحمام أو قطف الزهور أو جمع الأحجار والأخشاب، فضلاً عن أنه لا يُسمح باصطحاب أي شيء خارجها، ولكن تشدد القواعد أيضاً على ضرورة نقل النفايات الخاصة برحلات التجول إلى خارج المحمية. ولا يجوز للزوار نصب الخيام أو ركوب الدراجات، وبالتالي تبدأ الطبيعة البرية بالفعل خلف الصور التوضيحية للمحظورات على مداخل الحديقة الوطنية السويسرية (SNP).

طبيعة بِكر

وأوضح الحارس دومينيك غودلي أن هذه المحمية تمتاز بطبيعتها البِكر التي لم تعبث بها يد الإنسان؛ حيث يمكن للسياح التجول وسط المناظر الطبيعية الخلابة التي تُركت على حالها تماماً منذ 100 عام. وقد تم تأسيس أول محمية طبيعية في منطقة جبال الألب بفئة حماية 1a، التي تعتبر أعلى فئة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، في الأول من آب/أغسطس 1914.

ويتمتع السياح بالتجول في المحمية الطبيعية التي تبلغ مساحتها 170 كيلومتر مربع، ويصل ارتفاعها إلى 1400 متر فوق مستوى سطح البحر. ويمر السياح على الأنهار البرية ويشاهدون الوعل بدلاً من الأبقار على المروج المنحدرة، بالإضافة إلى بقايا الانهيارات الثلجية التي لا تزال عالقة.

ومن أهم القواعد التي يتعين على السياح اتباعها أثناء التجول في المحمية الطبيعية عدم ترك المسارات المحددة للتجول، كي لا يجدوا أنفسهم وسط البرية. ولذلك فإن رحلات التجول لمسافات طويلة في هذه المحمية في ظل الرياح والطقس الجميل تعد بمثابة إكسير الحياة.

آيائل حمراء

وإذا ترك السياح مسارات التجول فإن الأيائل الحمراء الحساسة مثلاً قد تشعر بالانزعاج، حيث تتراجع الحيوانات إلى داخل الأشجار الكثيفة وتتوارى بعيداً عن الأنظار.

وتزخر المحمية الطبيعية بحوالي 650 نوعاً من النباتات، وتظهر زهور الربيع بشكل بديع على المروج الجبلية غير المخصبة، وتتحرك الأيائل الحمراء وحيوان المرموط عبر مسارات التجول، ومع توافر بعض الحظ يتمكن السياح من مشاهدة الوعل بواسطة المناظير المقربة، ويتخذ كانتون غراوبوندن من هذا الحيوان شعاراً له.

ولا يفوت السياح أثناء التجول في المحمية السويسرية الفريدة من نوعها النظر إلى السماء، حيث يعيش فيها حوالي 100 نوع من الطيور المثيرة للإعجاب، مثل طائر النسر الملتحي الذي تعرض للانقراض من قبل وتم إعادة توطينه خلال عام 1991 من خلال إحدى التدخلات النادرة والمدروسة في الطبيعية البرية بهذه المحمية التي تتطور بعيداً عن تأثيرات الإنسان الضارة بفضل اتباع قواعد الحماية الصارمة.

اقرأي أيضا: 

ياما كان في بلاد اليابان 

نيس: فتنة الصيف في الجنوب الفرنسي