يلقى مسلسل سرايا عابدين نجاحاً كبيراً، فأبطاله دخلوا بنا إلى القصر لنعيش حكايات الخديوي اسماعيل الذي يلعب دوره قصي خولي، وعلاقاته مع زوجاته ووالدته الملكة الأم التي تلعب دورها النجمة يسرا، بالإضافة إلى السرد التاريخي لأبرز محطات وإنجازات الخديوي في مصر. العمل الذي يعرض على شاشة MBC يظهر السخاء في الإنتاج، فالمؤثرات البصرية، وأماكن التصوير، وحشد الممثلين الذي يلعبون  الأدوار، جميعها تخدم السرد الدرامي لأحداث المسلسل، الذي نجح في الابتعاد عن الملل الذي يمكن أن تقع فيه بعض الأعمال التاريخية. الستايل الأوروبي أم الستايل العثماني؟ أحد الأصدقاء لفت نظري لأمر حين علق متناولاً أزياء سيدات السرايا، معتبراً أن "ستايل" الملابس يحمل مغالطة تاريخية، فلماذا لا ترتدي السيدات ملابسهن وفقاً "للموضة العثمانية"، وييستبدلنها بالأزياء الأوروبية، مع أن الفترة الزمنية التي يغطيها المسلسل تقع ضمن فترة الحكم العثماني، ولو أن الخديوي حصل على استقلال عن الدولة العثمانية بموجب ما عرف آنذاك بالفرمان الشامل، يتيح له التصرف بحرية تامة في شؤون الدولة ما عدا عقد المعاهدات السياسة وعدم حق التمثيل الدبلوماسي وعدم صناعة المدرعات الحربية مع الالتزام بدفع الجزية السنوية. الذوق الأوروبي للخديوي اسماعيل قلت لصديقي بالنسبة "للستايل" الأوروبي، فقد عرف عن الخديوي اسماعيل تبنيه لهذا النمط، إذ درس في باريس، ونهض بمصر من الناحية الإجتماعية، والسياسية، والثقافية، والعمرانية، وقد افتتحت في عهده قناة السويس التي دشنها في حفل باذخ، حيث أمر الخديوي ببناء دار الأوبرا لتكون جاهزة خلال 6 أشهر في عام 1869، للاحتفال بتدشين القناة، على وقع أوبرا عايدة التي ألفها الموسيقار الإيطالي فيردي عام 1970 بطلب من الخديوي. الصور واللوحات خير دليل! وإذا كان الخديوي من اللذين يتذوقون هذا الفن فهو مؤشر على نمط الحياة التي عاشها، لذلك عدت إلى الصور التي وجدتها لزوجات وبنات الخديوي اسماعيل لأجد أن الملابس التي ترتديها، يسرا، نور، مي كساب، سوسن أرشيد، نيللي كريم، لا تحمل مغالطة تاريخية، بل تحاكي ما كانت ترتديه نساء الخديوي، فالستايل الأوروبي كان سائداً في "سرايا عابدين" والسيدات كانوا يلبسن ويتزين كأميرات قصور أوروبا. دقة الصور ليست جيدة، ولكنها تفتح لنا نافذة على ذلك العصر لنقارن بينها وبين ما نشاهده على شاشة التلفزيون اليوم. المزيد: بعد موضة حريم السلطان.. موضة سرايا عابدين فساتين ومجوهرات مسلسل حريم السلطان: إبهار وأناقة