في فقرة ذاكرة التلفزيون الرمضانية، اختارت "أنا زهرة" اليوم تذكّر ثلاث شخصيات يعرفها مشاهدو الثمانينات قبل بداية البث الفضائي، فارتبطت بذاكرتهم وباتت تعتبر من التراث الرمضاني في التلفزيون وهي "فوازيز عمو فؤاد"، و"فوازير جدو عبده"، و"فوازير فطوطة وسمورة ".

"عمو فؤاد ادنا معاد "

في الثمانينات وأوائل التسعينات، قدم التلفزيون المصري فوازير موجهة إلى الأطفال، لكنّها كان تحظى بمتابعة الكبار أيضاً كون الذي يقدمها كان أستاذ الكوميديا الفنان الراحل فؤاد المهندس.  كل سنة، كانت هذه الفوازير تقدم مضموناً مختلفاً، ونجح المهندس بخفة دمه دخول قلوب الأطفال والتحوّل إلى جزء من ذاكرة كثيرين ممن كانوا أطفالاً في تلك الفترة  وما زالوا يحفظون مقدمة تلك الفوازير.  ولعلّ ما يختصر الحنين الى هذا الماضي ما كتبه أحد المعلقين على صفحة فايسبوكية أنشئت تحت عنوان "عمو فؤاد". اختصر المعلِّق ذاكرة جيل بأكمله بكلمات معبّرة كتبها بالعامية قال فيها: "قبل الفطار كان التلفزيون المصري وتحديداً القناة الأولى بتعرض فوازير "عمو فؤاد"، وكان كل سنة عن موضوع سواء بيلف بلاد أو رايح يصطاد أو رايح الاستاد، ونجح فؤاد المهندس في تمثيل دور الجد اللي دمه خفيف وبيلم الأولاد حواليه خاصة مع اسكتشات فوازير البلاد والشخصيات التاريخية. خلق فؤاد المهندس شخصية مشابهة لشخصيته الحقيقية من فوازيره بأهمية فوازير نيللي وشريهان وسمير غانم في ذاك الوقت. ولم يقتصر مشاهدوه على الأطفال أو صغار السن، لكن كان أغلب المجتمع المصري يحاول حلّ الفزورة، ويبدأ الرغي بعد الفطار في حلّ الفزورة.

في الوقت ده ما كانش في انترنت وكانت مشكلة المشاهدين كلهم أنّ حلول الفوازير عمره ما اتذاعت على التلفزيون وكان المشاهد بيضطر لشراء مجلة "الكواكب" أو "المصور" عشان يعرف الحلول بعد انتهاء رمضان وكانت بتجرى العادة أن كل مجلة تقدم حلول مختلفة عن التانية! إمكانيات الفوازير المادية كانت ضعيفة، لكن جيل الثمانينات كان يعتمد على أداء الممثل وقدرته على جذب الأنظار بدل ما يركز في تفاصيل صغيرة زي حلقة عمو فؤاد في احدى دول افريقيا ووراه الساقية، والفلاح واقف بيجر الجاموسة وكان المشهد حسب قول المهندس متصور في الفيوم. زي ما بنفتكر دور عمو فؤاد، بنفتكر دور سامي سرحان في الشخصية الشريرة اللي كانت بتقف في طريق عمو فؤاد واللبس بتاع سامي سرحان كان حدوتة لوحده في اختيار الوان فاقعة وبدل صفراء وزرقاء وكان أحد أسباب نجاح العمل أغنية الفوازير اللي فضلت معلقة في دماغ الناس عامة والأطفال خاصة لسنين. جوايز الفوازير كانت عبارة عن كرة قدم أو بسكيليتة أو جهاز فيديو "اللي كان عنده فيديو اياميها كان من كبار القوم. وكانت الجوايز دلوقتي في كل حلقة كهدايا لتشجيع الناس على الاشتراك حيث كان اللي بيشارك في الفوازير هدفه الأكبر انه يروح حفل توزيع الجوايز ويقف ويتصور مع عمو فؤاد."

بهذه الكلمات المؤثرة، اختصر أحد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي علاقة جيله بشخصية "عمو  فؤاد" الذي قدم الفوازير لمدة عشرة مواسم رمضانية ولاقت نجاحاً كبيراً، وما زال كثيرون يردّدون بداية أغنية "عمو فؤاد ادنا معاد". إذ قدم في كلّ مرة مضموناً مختلفاً منها "عمو فؤاد رايح يصطاد" و"عمو فؤاد بيلف بلاد" و"عمو فؤاد راجع يا ولاد" و"عمو فؤاد رايح الإستاد". وكان آخر موسم قدمه في بداية التسعينات مع "عمو فؤاد والقناة الفضائية مصر أم الدنيا".

" جدو عبده عامل ايه"

من الشخصيات الحاضرة في الذاكرة الرمضانية فوازير "جدو عبده" الموجهة إلى الأطفال، لكنّ جمهورها كان من الكبار والصغار. قدّمها الراحل الكبير عبد المنعم مدبولي، ولقيت نجاحاً كبيراً واستمرت لمواسم رمضانية عدة.

كانت أبرز شخصية قدمها عبد المنعم مدبولي شخصية "العمدة الالي" وكان على الأطفال معرفة بمَ زرع جدو عبده أرضه، وشاركته فيها الفنانة المعتزلة نسرين. إضافة إلى التسلية، كانت هذه الفوازير  تقدّم للأطفال معلومة وثقافة عن الزرع والخضروات والفواكه في قالب كوميدي واستعراضي راق. إضافة إلى "العمدة الالي"، قدم مدبولي فوازير "جدو عبده راح مكتبته" وشاركته فيها الفنانة عزة بلبلع.  وكانت كل حلقة تلقي الضوء على جديد وكانت تحفز على الاطلاع وأهمية القراءة وتنوير الفكر .

فطوطة شخصية زغنطوطة

من أشهر الشخصيات الرمضانية التي ما زالت حاضرة حتى اليوم شخصية "فطوطة" التي قدمها سمير غانم في فوازيره لثلاثة مواسم رمضانية. إنّها شخصية ابتكرها مخرج الفوازير الراحل فهمي عبد الحميد عام 1938 وقدمها سمير غانم في الفوازير حتى 1984 وهي عبارة عن رجل كثيف الشعر يرتدي بدلة خضراء وينتعل حذاء أصفر كبيراً، علماً أنّ وداد عطية صمّمت ملابس الشخصية. وكان سمير غانم قد صرّح أنّ شخصية فطوطة تعود إلى المؤلف عبد الرحمن شوقي من خلال فكرة الرحالة "ابن بطوطة"، وكان معه حلمي بكر، وكان يتم تصوير حلقة بشخصية تدعى "بطوط" ترتدي زياً أسود، و"وجدنا الصورة غير جيدة لتأتي صورة "فطوطة"، وقمت بشراء "شنطتين" لتكونا حذاء "فطوطة"".

ذاكرة التلفزيون الرمضانية (1):

نيللي وشريهان والفوازير