صدر حديثا رواية "طائر الصدى" (دار نوفل-هاشيت أنطوان) للروائي السوري مناف زيتون. ويعتبر طائر الصدى، أو الهامة، في معتقدات العرب طائرٌ يخرج من رأس القتيل – وفي رواياتٍ أخرى، من عنقه – الذي لم يؤخذ بثأره بعد، فيبكي عند قبره ويصرخ: اسقوني من دم قاتلي، فإذا أخذ الثأر طار. وتدور الرواية حول حياة أمية ابن ضواحي دمشق، يتيم الأم منذ الولادة، يرى حلماً غريباً ينتهي بصوتٍ يحدثه ولا يراه، لتنكشف فيما بعد صحة تفاصيل أماكن لم يزرها ولكن رآها في حلمه، مطلقاً إشارة الانطلاق لقصتين متوازيتين، الأولى قصته مع رنوى التي رآها ورأى تفاصيل منزلها في حلمه الأول، ليقود كشفه عن معرفته بالمكان إلى قصة ضبابية الهوية بينهما. وفي البعد الآخر، حيث تمكث الأحلام، تتطور علاقة أمية بذلك الصوت الذي يحدثه أحياناً في أحلامه، ويتلاعب به وفقاً رغباته أو رغبات أمية. وكان صدر للكاتب زيتون (1988) مجموعة قصصية بعنوان "الفزّاعة". "طائر الصدى" هي الرواية الثانية له بعد "قليل من الموت"، التي أُدرجَت ضمن اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، دورة 2013-2014، فرع المؤلف الشاب. ونشرت الدار على الغلاف الخلفي للرواي "غرباء نلتقي. ولكنْ، خلف وجوهنا التي لم تروّضها الألفة، حبلٌ سرّي يربط حيواتنا ويسري بيننا كتيّار غامض. حبلٌ يلتفّ حول أعناقنا بإصراره المرعب. الماضي لا يمضي مهما دُفن عميقًا. يظلّ صدى يجذبنا نحو الآخَر ويسيّر خطانا دافعًا إيّانا نحو مصائر لا فكاك منه. أميّة، بطل هذه الرواية، علق في الفخ – هل هو فخّ؟ – صوتٌ شكسبيريّ الطابع يستنهض أبغض ما فيه، وأحلى ما فيه. يلاحقه، يقبض عليه في خانة "اليك"، ويرمي به إلى حدود أكثر المشاعر الإنسانية تطرّفًا: الحب والقتل... العيش. في مساحة ملتبسة بين الحلم والواقع، حيث المرايا كاذبة والصور العائلية باهتة، يعيش أميّة. هناك يعشق. هناك يقتل. يتقصّى ماضيه ويتلمّس مستقبله. هناك يواجه مصيره. وحده." اقرأي أيضا: صدر حديثا : الصبي الذي محا الشمس صور التقطها المسافرون