القراء الأعزاء قد يستغرب بعضنا هذا العنوان ويقول ما علاقة الطاقة بمشاكل الأسرة ؟ والجواب: إن العلاقة قوية جدا بين الطاقة الإيجابية وحل المشاكل الأسرية كما سنوضح في السطور التالية: أولا: لقد تعمدت أن أختار هذا الموضوع ليكون برنامجا تلفزيونيا قريبا بإذن الله. وسبب اختياري أنني اكتشفت بعد خبرات السنين مع المشاكل الأسرية أن كل مشاكل الأسرة ما هي إلا طاقات سلبية ، والطاقات السلبية لن تزول إلا إذا حل محلها الطاقات الإيجابية. فمثلا : مشكلة تأخر الزوجة يوما في إعداد الطعام قد يولد لديك كزوج ساعتها طاقات سلبية تجعلك تغضب وتلعب بك الظنون وتقول في نفسك:( لو كانت تحترمني لكانت أنجزت الطعام مبكرا) (هي مهملة في حقوقي عليها وأنا ما بقصر فيها ...هي كذا وكذا )...وكلها أفكار سلبية بمجرد استسلامك لها ستولد لك طاقات سلبية أعلى وأكبر، لكنك لو بكل بساطة قابلت تأخرها هذا اليوم بتذكرك وقولك لنفسك نعم كلم نفسك وقل: ( إن زوجتي دوما تعد لي الطعام بموعده ، ربما أخرها تنظيف البيت أو الطريق كان مزدحما، ربما كذا وكذا ...الله يعينها ويقويها) الله أكبر، انظر كيف تشحن نفسك بطاقات إيجابية جعلتك تدعو لها وربما ذهبت لتساعدها بالمطبخ. نعم لو انك حاولت تجد لها مبررا سترتاح أنت نفسيا وتهدأ ولن تنفعل بل ستحاول مساعدتها لإنجاز الطعام. وهذا ما نعنيه تماما بالطاقة الإيجابية بداخلك والطاقات الإيجابية ستولد لك طاقات إيجابية أخرى، أتدري كيف؟ أنت حين لم تسبب مشكلة والتمست لها العذر زوجتك لن تنسى لك عفوك هذا ومسامحتك لها عندما تأخرت في إعداد الطعام وأنت تعلم أن الأيام دول، بمعنى أنه ربما سيأتي يوم أخر ستتأخر فيه أنت عنها بالخروج للتنزه مثلا. أو التأخر ليلا بالدوام إنها فورا ستسامحك بمجرد أنك اعتذرت لها، أتدري لماذا ؟ لأن لك رصيد من الطاقة الإيجابية عندها استعادته واستدعته ذاكرة الزوجة فولد لديها هي أيضا طاقات إيجابية من التسامح والتماس العذر لك.. وهذا تماما ما دعت إليه الشريعة كمولد كبير للطاقات الإيجابية بين الناس جميعا فقد أخرج الإمام البيهقي بسنده في شُعَب الإيمان إلى جعفر بن محمد قال: إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه .وأخرجه ابن عساكر بسنده إلى محمد بن سيرين من قوله أي من قول ابن سيرين ، ولفظه: قال ابن سيرين : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا لاأعرفه. ثانيا: إن من أكبر المولدات للطاقات الإيجابية في حياة الزوجين هي التغاضي عن الهفوات وعدم العناد. صدقوني إن الوقوف على كل تفاصيل التصرفات وطريقة التحقيق بين شريكي الحياة كأننا أمام وكيل نيابة. والإصرار على كسر نفسية الأخر بالإعتذار عن شيء تافه وعدم التغاضي عن الهفوات. كلها طاقات سلبية يجب التخلص منها بطاقات إيجابية تتمثل في التغاضي والعفو حتى قبل أن يطلبها شريك الحياة ، ليس من اللائق اجتماعيا ونفسيا. مثلا: أن تشترطي على زوجك مثلا لرجوعك للبيت بعد خصام بينكما أن تصرين كشرط لرجوعك أن يعتذر زوجك لجميع العائلة واحدا واحدا: الأب والأم والأخ الأكبر والأخ الأصغر وربما السائق ويعتذر للخادمة ويعتذر لصديقاتك ولجيرانك و.....هذا إصرار نابع من طاقات سلبية بداخلك وستولد طاقات سلبية جديدة داخل زوجك فغالبا سيرفض طلبك وسيعتبره إذلالا وتقليلا من رجولته. وبالتالي ستصرين أنت على رأيك ثم تتصاعد الأمور فتطلبين الطلاق لأنه لم ينفذ شرطك ثم يرفض هو الطلاق. ثم ستذهبان للمحاكم ثم تتفكك الأسرة وينتهي أمرها بسبب أننا تركنا الطاقات السلبية تكبر وتكبر دون أن نفجرها بطاقات إيجابية. وكان من الممكن أن تتصرفي تصرفا إيجابيا بأنك تقولي له : تعال لبيت أهلي اشرب كوبا من الشاي وسلم على أهلي فقط وسأضمن لك عدم العتاب أو الإهانة من أهلي. وساعتها سأرحل معك لبيت الزوجية فورا، أتدرين ماذا ستكون ردة فعله؟ سيقول لك : هذا لا يكفي أنا لابد أن أتعذر وأعتذر لوالدك ووالدتك وكذلك أخيك الأكبر لأني فعلا أخطأت في حقهم ...انظري كيف ولدت طاقاتك الإيجابية طاقات إيجابية جديدة لدى الزوج. وهكذا لو طبقنا تلك النظرية بكل مشاكلنا والله سننجح وستحل كثير من المشاكل. رحم الله والدتي حين كانت تتدخل لحل بعض مشاكل أخيها(خالي) المتزوج بكلمة واحدة تقول له عندما يقع خلاف بينه وبين زوجته : " يا أخوي كبرها تكبر صغرها تصغر" وهذه العبارة تمثل ما نعنيه اليوم بمقابلة الطاقات السلبية بالطاقات الإيجابية . اقرأي أيضا: طريقة التعامل مع زوجك المكتئب..الرجال يخافون الحزن! طيور الفردوس أجمل وأغرب الطيور في العالم