القراء الأعزاء أحب أن أقدم لكم بعد الكلام عن الصوم، روشتة صغيرة عن كيفية استثمار شهر رمضان في 12 خطوة يحتاج إليها كل أفراد الأسرة. وأتمنى أن ننقلها أحبابنا وذوينا وأزواجنا وزوجاتنا وأبنائنا حتى تعم الفائدة: • إذا أردت صيام رمضان فاعلم أن للصيام فرائض، وفرائضه اثنان: النية والإمساك عن المفطّرات. والنية محلها القلب فلا يشترط النطق بها باللسان، واعلم أنه لا بُدّ لك من تبييت النية أي إيقاعها ليلا قبل الفجر لكل يوم من رمضان وكمال النية في صيام رمضان أن تقول بالنية في كل ليلة عند دخول المغرب وقبل دخول الفجر: نويتُ صومَ غد عن أداء فرض رمضان هذه السنة إيمانًا واحتسابًا. أي طلبًا للاجر من الله تبارك وتعالى. • اذكر كل ليلة من رمضان أوراد المساء ونم على طهارة وقل أوراد النوم على فراشك، واعزم في قلبك على القيام للسَّحور في آخر الليل، فإنّ هذا وقت فضيلة وخير وبركة، وفيه تتنزل الرحمات والبركات ويستجاب فيه الدعاء، فإذا استطعت أن تقوم في اخر الليل وقبل الفجر للدعاء والعبادة والسَّحور ولو بجرعة ماء فافعل فإن هذا سُنّة وفيه بركة. لأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قال :"تَسَحّروا فإنّ في السَّحُور بركة" رواه مسلم. • اعلم يا عزيزي القاريء أنه يستحب قراءة القرآن في رمضان والإكثار من تلاوته، خصوصًا في آناء الليل، فإنه في الليل تنقطع الشواغل ويتواطأ القلب واللسان على التدبر، والنبيُّ العظيم صلى الله عليه وسلم يقول "اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" رواه مسلم. وقد كان السلف الصالح يكثر في رمضان من قراءة القرآن خصوصًا في الليل، فقد كان للإمام الشافعي رضي الله عنه في رمضان 60 ختمة للقرءان يقرؤها في غير الصلاة. • الصلوات الخمس هي أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأداءُ هذه الصلوات جماعة يضاعف فيه الثواب كثيرًا، يقول النبيّ العظيم صلى الله عليه وسلم "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفَذّ بسبع وعشرين درجة" متفق عليه. فاحرص في رمضان على المحافظة على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها وإياك والغفلة عن أدائها وتضيعها. • من الصلوات المستحبة النافلة ذات الثواب العظيم، والتي خصّها الله تبارك وتعالى بشهر رمضان صلاة التراويح. وهي قيام رمضان، فقد قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه. وسميت التراويح لأن أهل مكة كانوا إذا صَلُّوا أربع ركعات يستريحون ويطوفون حول الكعبة. • اعلم يا عزيزي القاريء أنه من السُّنة أن تُعَجّل الفطر لقول النبي العظيم صلى الله عليه وسلم:"لا يزالُ الناس بخير ما عَجّلوا الفطر" رواه مسلم. ويُستحبُّ أن يكون إفطارك عند تحقق غروب الشمس على تمر فإن لم تجد فعلى ماء، وليكن ذلك قبل أن تصلي المغرب، وذلك لقول نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم "إذا أفطرَ أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطرْ على ماء فإنه طهورٌ" رواه أبو داود. • وإذا ما أفطرت من صيامك فقل "اللهم لك صمتُ وعلى رزقك أفطرت"، وقل أيضًا "ذهب الظمأ وابتلَّتْ العُروق وثبتَ الأجر إن شاء الله". ولا تنسَ أن تدعو الله تعالى بهذا الدعاء الذي عَلَّمنا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم أن نقوله عند الفِطْر وهو "اللهم إني أسألك برحمتك التي وَسِعَتْ كل شىء أن تغفر لي ذنوبي" رواه الحاكم. • أكثر من البر في رمضان ، لأنَّ رمضان موسم للطاعات وفرصة للازدياد من الحسنات، فشمّر في شهر رمضان أكثر من غيره عن ساعد الجدّ في العبادة والطاعة وحضور مجالس علم الدين من أهلها، ولا تتقاعس في رمضان وفي غيره عن الازدياد من الطاعات، فتقول: أنا عملت كذا وكذا من الحسنات، بل ينبغي أن تكون دائبًا في طلب المزيد من عمَل البرّ وعلم الدين إلى الممات. • أكثر من الجود والإحسان والصدقات في شهر رمضان اقتداءً بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم واسلك سبيل مواساة الفقراء والمساكين بالإحسان إليهم بما تستطيع من بذل للمال. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان السلف الصالح يحرصون على كثرة الجود والمنفعة في هذا الشهر المبارك والتصدق على الفقراء والمساكين، قال النبي صلى الله عليه وسلم "صدقة السّر تقي مصارع السوء". وورد عنه صلى الله عليه وسلم أيضًا "داووا مرضاكم بالصدقة. • صل أرحامك في رمضان، وقم بزيارة أقاربك وتودد لهم بالعطايا والهدايا، وأحسن إليهم بالمال وبما أنعم الله عليك من رزق ومال حلال، وادعهم إلى مائدتك للإفطار، تكسب بذلك ودهم ومحبتهم. • اصبر على مَنْ آذاك في رمضان، واعف وسامح، وإن امرؤ نال منك فشاتمك فلا تقابله بالمثل، بل قل له: إني صائم إني صائم، فقد قال النبيُّ العظيم صلى الله عليه وسلم "من أُعطي فشكر، وابتلي فصبر، وظُلِمَ فغَفَر (أي فسامح) وظَلَمَ فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" . • يستحب تفطير الصُّوام في رمضان، ففي ذلك ثواب عظيم، فبادر عند الغروب إلى أن تفطّر إخوانك الصُّوام وخاصة الفقراء وادعهم إلى مائدتك إن كنت مِمّن أنعم الله تعالى عليك بالمال الوفير والرزق الحلال، فقد قال النبي العظيم صلى الله عليه وسلم "مَنْ فَطّر صائمًا كان له مثلُ أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شىء" رواه الترمذي. ويُسن لمن أفطر عند شخص أن يقول له "أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلتْ عليكم الملائكة" رواه أبو داود. اللهمَّ اجعلْ رمضان طُهرة لنفوسنا وتصفية لأرواحنا، وأعنّا فيه على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتك واجعلنا في هذا الشهر المبارك من العتقاء من النار وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين. اقرأي أيضا: رجعت ليالي رمضان وعاداتنا الحلوة أوقات تفشل فيها المعاشرة الزوجية في رمضان