يمثل مفهوم المنزل الذكي (Smart Home) قمة الراحة والرفاهية التي سينعم بها الإنسان المعاصر في المستقبل القريب؛ حيث يمكن للمستخدم عن طريق تطبيقات خاصة على الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية التحكم مثلاً في إضاءة المنزل والتدفئة بضغطة زر واحدة. غير أن هذه الرفاهية محفوفة ببعض المخاطر، لاسيما فيما يتعلق بخصوصية البيانات. وأوضح الخبير التقني الألماني توبياس أرنس أن مفهوم المنزل الذكي يتيح للمرء إمكانية إتمام العديد من المهام بضغطة زر واحدة، مثل خفض شدة الإضاءة وإنزال الستائر وتشغيل السينما المنزلية. كما يمكن أيضاً التحكم في بعض الأجهزة الكهربائية مثل التلفاز عن طريق الهواتف الذكية والحواسب اللوحية. ومن المتوقع أن تشهد خدمات المنزل الذكي انتشاراً أوسع خلال العام القادم 2015، ويتنبأ الخبير التقني بأن يصل عدد الأجهزة المتصلة ببعضها عن طريق الشبكات إلى ما يقرب من نحو 50 مليار وحدة بحلول عام 2020 حول العالم. مقابس ومصابيح WLAN ومن النماذج الموجودة بالفعل، والتي أثبتت نجاحاً في هذا المجال، المقابس والمصابيح المزودة بشبكة WLAN اللاسلكية، والتي يمكن برمجتها والتحكم فيها عبر شبكة الإنترنت؛ حيث يتم تركيب هذه المقابس اللاسلكية في المقابس العادية، ويتم ربطها بجهاز راوتر خاص بالشبكة المنزلية. يمكن التحكم في جميع الأجهزة المتصلة بهذه المقابيس وتشغيلها وإيقافها عبر برامج تصفح الإنترنت أو بعض التطبيقات المخصصة للهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية. أما مصابيح LED المزودة بشبكة WLAN اللاسلكية فتتيح للمستخدم إمكانيات ضبط أكثر تطوراً، فإلى جانب تشغيلها وإطفائها وفق جداول زمنية معينة، يمكن أيضاً ضبط شدة ولون الإضاءة، أو ضبط المصابيح على إضاءة مخصصة للقراءة تناسب الغرفة والمستخدم على نحو دقيق، ويتم كل ذلك عن طريق تطبيقات بالهاتف الذكي. وليست الراحة والرفاهية هي الميزة الوحيدة لمثل هذه الأنظمة الذكية؛ حيث أنها تسهم أيضاً في خفض تكاليف استهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة، فبعض الأنظمة مثلاً تعمل على إيقاف نظام التدفئة بمجرد مغادرة آخر فرد للمنزل. ويمكن إيقاف نظام التدفئة تماماً عند ترك المنزل لفترات طويلة مثل الانطلاق في الرحلات أو العطلات، وذلك بهدف توفير الطاقة والنفقات. وقبل العودة إلى المنزل بقليل يمكن لأجهزة التبريد أو التدفئة أن تقوم بأداء عملها، بحيث يصل المستخدم إلى بيته وينعم بدرجة الحرارة التي يرغبها على الفور. وأشار الخبراء الألمان إلى أن بعض مقابس WLAN اللاسلكية تكون مزودة بشريحة لاحتساب مقدار التيار الكهربائي المستهلك، وبذلك يستطيع المستخدم من حين إلى آخر معرفة أكثر هذه المقابس استهلاكاً للتيار واستبدالها إذا لزم الأمر. وهناك بعض عدادات الاستهلاك الذكية (Smart Meter) التي تقوم بقياس استهلاك الكهرباء وإرسال هذه البيانات بشكل أوتوماتيكي لشركة الإمداد بالتيار الكهربائي. وبذلك يمكن تشغيل بعض الأجهزة الكهربائية في وقت انخفاض التعريفة وخارج أوقات الذروة، كأن يتم مثلاً تشغيل الغسالة الأوتوماتيكية في الفترات الليلية فقط. قرصنة البيت إلكترونيا ومن ناحية أخرى، تُبدي يوهانا كاردل، الخبيرة لدى الاتحاد الألماني لمراكز حماية المستهلك، تخوفها من انتهاك المنازل الذكية لخصوصية البيانات؛ حيث يمكن للشركات المقدمة لمثل هذه الأنظمة إنشاء بروفايل خاص بالمستخدم، يتضمن مواعيد تواجده بالبيت، ومتى يقوم بفتح ثلاجته وعاداته الغذائية. وحذرت من اقتناء الأجهزة المجانية أو منخفضة التكاليف؛ لأن مثل هذه الشركات سوف تحصل في الغالب على أموالها ولكن عن طريق وسيلة أخرى، ألا وهي جمع بيانات المستخدم لاستخدامها مثلاً لأغراض الدعاية الموجهة. اقرأي أيضا تطبيق يعلم تجويد القرآن على آيفون المشجعات الفاتنات في كأس العالم