تعد هشاشة العظام من الأمراض الشائعة لدى المرأة. وبسبب محدودية الحركة الناجمة عن هشاشة العظام، يخضع المريض لبعض القيود التي تعيقه عن ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، إلا أنه يمكن الوقاية من هذا المرض عن طريق التغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين "د" اللذين يلعبان دوراً هاماً في بناء العظام، إلى جانب المواظبة على ممارسة الرياضة. وأوضحت الطبيبة الألمانية بيرغيت آيشنر، رئيسة "الرابطة الألمانية لجمعيات المساعدة الذاتية لمرضى هشاشة العظام" أنّ هشاشة العظام تنتج في الأساس عن عمليات التحول في بنية العظام على مدار عمر الإنسان، فيرتفع خلالها استبدال الخلايا المتآكلة بأخرى جديدة خلال العقود الثلاثة الأولى من عمر الإنسان، ما يزيد كتلة العظام وكثافتها وبنيتها خلال هذه المرحلة العمرية. ثم تفوق عمليات التفكك والتهالك عمليات البناء بدءاً من عمر الأربعين. ومن جانبها، أكدت هايده زيغلكوف، رئيسة "الرابطة الألمانية لجمعيات علاج أمراض العظام"، أنّ التقدم في العمر يأتي على رأس عوامل الخطورة المؤدية لهشاشة العظام، لافتةً إلى أنّ الاستعداد الوراثي وتعاطي نوعيات معينة من الأدوية كالمستخدمة مثلاً لعلاج الروماتيزم والربو والاكتئاب من عوامل الخطورة المؤدية إلى هشاشة العظام. وأكدّت البروفيسور زيغلكوف أنه كلما ازدادت عوامل الخطورة لدى المرء، كلما ازدادت أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية بشكل مبكر، موضحة أنّ التغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين "د" تمثل خط الدفاع الأول. من جهته، أوصى البروفيسور كريستيان كاسبيرك، عضو "الجمعية الألمانية لصحة العظام"، بتناول 1000 ميلليغرام من الكالسيوم مع 1000 وحدة من فيتامين "د" يومياً. وبما أنّه لا يمكن للجسم توفير مخزون من هذه العناصر؛ لا بد من إمداده بهما بشكل مستمر. ويعد الحليب والزبادي والجبن الصلب والخضروات الخضراء كالكرنب والبروكلي من المصادر الغنية بالكالسيوم. وكي يتم امتصاص الكالسيوم داخل الأمعاء بشكل مثالي، أكدّ البروفيسور الألماني كاسبيرك على ضرورة إمداد الجسم بفيتامين "د"، لافتاً إلى أنه يمكن الحصول على جزء من الكمية التي يحتاجها الجسم من هذا الفيتامين عن طريق تناول الأسماك والتعرض يومياً لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة. وإلى جانب التغذية، أكدّت البروفيسور الألمانية زيغلكوف أن ممارسة الأنشطة الحركية كالمشي تعد درع الوقاية الثاني من الإصابة بهشاشة العظام.