أثار خبر نقلته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن ضرب عامل صيني،ابنته البالغة من العمر 11 عاما حتى الموت لأنها قامت بنقل حلول واجبها المدرسي من أحد أصدقائها في المدرسة أثار الجدل مجددا عن آثار العقاب الجسدي من قبل الأسرة للأطفال ، خاصة فيما يتعلق بتقدمهم الدراسي، ففي الكثير من أنحاء العالم العربي يتم معاقبة الأطفال من قبل الوالدين أو أحدهما بسبب ما يراه الوالدان تقصيرا في التحصيل الدراسي أو عدم تحقيق التقدم الذي تتوقعه الأسرة . وفي معظم الحالات التي يجري فيها عقاب الطفل في العديد من الأسر العربية لسبب يتعلق بالتحصيل الدراسي ، فإن الأبوين يريان أنهما بذلك يحققان مصلحة الطفل ، وأن ذلك العقاب يدفعه إلى مزيد من التحصيل ومن ثم التفوق في نهاية الأمر والوصول إلى مركز مرموق وهو ما يختلف معه معظم المختصين في الحقل التربوي والنفسي أيضا ، إذ يؤكد علم النفس على أن أكثر من نسبة 80% من شخصية الإنسان يتم تشكيلها خلال الخمس سنوات الأولى من عمره ، وهو ما يوصل إلى نتيجة مفادها أن تعرض الطفل للعقاب البدني أو الإيذاء اللفظي يتسبب في أضرار نفسية كبيرة له فيما بعد . وتقول منظمة الصحة العالمية إن معاناة الأطفال تتسبّب في عواقب طويلة الأجل ، إذ تؤدي إلى حدوث إجهاد يؤدي إلى عرقلة نمو الدماغ في المراحل الأولى ، كما يمكن أن يؤدي الإجهاد الشديد إلى عرقلة نمو الجهازين العصبي والمناعي ، ونتيجة لذلك تزيد مخاطر تعرّض الأطفال الذين عانوا من إساءة المعاملة لمشاكل صحية سلوكية وجسدية ونفسية عند الكبر. وتعكس كل تلك الآراء حقيقة واضحة هي أن عقاب الطفل جسديا من أجل اجباره على التقدم تعليميا ، ربما يؤدي إلى نتيجة معاكسة تماما ، وكثيرا ما يتحدث الناس عن حالات لأطفال تم عقابهم جسديا في الصغر، من أجل تحقيق تقدم دراسي وأنهم ربما حققوا تقدما دراسيا في مراحل معينة لكنهم نظرا لإجبارهم لم يحبوا ما تعلموه ،وفشلوا في حياتهم المهنية فضلا عن المشاكل النفسية التي تواجههم في حياتهم فيما بعد. اقرأي أيضا: الاستبداد الصرامة أم العطف..أي أسلوب تربية تتبعين؟ ألذ ساندويش تذوقته في حياتك