لا يحتاج الحوار مع فنان من طراز «سلطان الطرب» جورج وسوف إلى الكثير من الالتزام بالنص أو الاعداد، فهو الذي يقرر ما الذي يريد قوله ويدير دفة الحوار وحده بعيداً عن الدبلوماسية والتصنع وهالة النجومية التي يحيط النجوم أنفسهم بها. هو السلطان الشعبي الذي يرفض تعرّض رجال الأمن لمعجب يريد تقبيله ولا يمانع رواية تفاصيل مرضه بكل ثقة وشجاعة وسخرية وإيمان بقضاء الله. إنّه جورج وسوف الأسطورة الفنية التي لن تتكرر. هكذا كان الوسوف أو "أبو وديع" مايسترو الحلقة الاستثنائية "قول يا ملك" التي صوّرها لصالح قناة "الحياة" المصرية و"الجديد".   استطاع أن يسمّر المشاهدين سواء كانوا من عشاقه أم لم يكونوا ليتابعوا بشغف ظهوره الأول بعد رحلة مرض استمرت أكثر من ثلاث سنوات. تحدث الوسوف بكل صدق ومن دون «رتوش» عن آرائه الفنية والسياسية وحياته، وغنّى فأطرب الجمهور ومازحه.   رغم عدم اكتمال شفائه، امتلك الشجاعة والثقاقة ليطل على الجمهور، ويتحدث عن المرض الذي اعتبره درساً من الله. وردّد دائماً «الحمد الله»، وأكّد أنّه لم يصب بالاكتئاب أو اليأس، بل إنّه راض بكل ما قسمه له ربه، مصرحاً أنّه يستاء ممن يقول له "الله يشفيك"، فيرد عليه: "الله يشفيك أنت". وتابع أنّه يفضل أن يقال له "الله يقومك بالسلامة". وأضاف ساخراً أنّه يريد أن يرى الذين كانوا يقلّدون مشيته كيف سيقلّدونه اليوم بعد المرض. وقال إنّه من محبة الجمهور، استمد قوته ولم يشعر بالإعاقة بسبب الذين يحبونه ووجود أولاده بقربه. الوسوف الذي عبّر عن انتمائه لبلده سوريا ولرئيسه من دون أي خجل، أكّد انه لا يتعامل مع الناس من منطلق سياسي، وأنّه يكنّ محبةً لكل الدول العربية، مضيفاً أنّ صداقة تربطه بكل سياسيّي لبنان على اختلاف انتماءاتهم، وأنّ عليهم أن يحترموا شعوره وانتماءه السياسي. وقال إنّه غنى في عرس الدكتور سمير جعجع، واصفاً الرئيس سعد الحريري بالأخ والصديق، والعماد عون بجاره وحبيبه. أيضاً، صرّح أنّ زوجته مسلمة سنية، وهو لا يفرّق بين الأديان، ويحفظ التراتيل المسيحية، ويعرف الأذان وسبق أن غنى أسماء الله الحسنى، معتبراً الدين معاملة. جورج وسوف تطرّق إلى الكثير من الأمور، منتقداً الوسط الصحافي أو الذين يطلقون على أنفسهم تسمية إعلاميين، معتبراً أنّ ليس كل من نقل خبراً، أصبح إعلامياً. وذكر أسماء كبيرة في عالم الصحافة هي التي يطلق عليها فقط لقب إعلامي كجورح ابراهيم الخوري، ونبيل خوري، والياس الدايري، وطلال سلمان. وسخر من الذين يطلون على الشاشة ويتحدثون بميوعة ووصفهم بـ "الوازويز" الذي يرتدون "الفيزو" الضيق. وأشاد بمقدّم الحلقة نيشان، واصفاً إياه بالاعلامي لأنّه يدرس في الجامعة، وما زال يتابع تعليمه. وقال إنّ علاقته بالصحافة معروفة منذ زمن «هني بحالن وانا بحالي. يكتبون عني ما يسمعونه، ينتقدون أعمالي أما أن يأخذوا مني حديثاً فلا». أما برامج الهواة ولجان التحكيم، فانتقد الجميع من دون ذكر أسماء، معتبراً أنّ تلك البرامج لم تصنع نجوماً. ورأى أنّ البرنامج الوحيد الذي خرّج نجوماً هو "استديو الفن". وقال ساخراً: «ما حدا بيقول عن حاله عاطل»، معتبراً أنّ النجوم الذين شاركوا في تلك البرامج يجاملون. وأضاف: "المحكمون عاوزين حكم واذا بيحكموني بسقط حالي". وقال إنّ كاظم الساهر "ذويق" وكذلك شيرين عبد الوهاب. وعندما سئل عن مشاركة هيفا في لحنة تحكيم "شكلك مش غريب"، امتدحها كانسانة وامرأة جميلة وقال: "هيفا ست حلوة وبترقص حلو". وختم حديثه عن لجان التحكيم بالقول: "اذا بحكيلك يللي بقلبي بتقلب معدتك". الحلقة التي صوِّرت منذ حوالي شهر، حققت نسبة مشاهدة عالية، إضافة الى الإعلانات الكثيرة، وخصوصاً على قناة "الحياة". واستطاع نيشان أن يكسب الرهان ويكون "عراب" تلك الحلقة، ويشهد له بنفسه الطويل ولباقته بالتعامل مع عفوية وصراحة الوسوف ومزاحه. كان يمتص كل ذلك بابتسامة، متمكّناً بخبرته وحنكته من السيطرة على إيقاع الحلقة، وخصوصاً أنّ «سلطان الطرب» يتصرّف على سجيته، ما جعل من نيشان محاوراً برتبة محارب.