أكدت "الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين" على أهمية الاكتشاف المبكر لعدم تحمل الفروكتوز (سكر الفاكهة) لدى الأطفال. ويسهم ذلك في نمو الطفل بشكل طبيعي ووقايته من خطر حدوث تلف في الكبد. وأوضحت الرابطة التي تتخذ من مدينة كولونيا مقراً لها، أنّ عدم تفكك جزئيات السكر بشكل تام داخل المعدة نتيجة عدم تحمل الفروكتوز يؤدي إلى نشوء مواد سامة تتسبب في الإصابة بدهون الكبد. ويظهر عدم تحمل الفروكتوز، الذي يندرج ضمن أمراض التمثيل الغذائي، في مرحلة عمرية مبكرة بعد فطام الطفل مباشرةً. ويمكن للآباء الاستدلال على إصابة طفلهم بهذا المرض من خلال رفض الطفل للأطعمة المحتوية على السكر نتيجة شعوره باضطرابات بعد تناولها. وأشارت الرابطة إلى أنّ الأعراض المميزة لعدم تحمّل الفروكتوز تختلف في ما بينها وفقاً لنوعه؛ إذ ينقسم المرض إلى نوعين: عدم تحمل الفروكتوز الوراثي وسوء امتصاص الفروكتوز. ويرجع عدم تحمل الفروكتوز الوراثي إلى نقص الإنزيم اللازم لهضم سكر الفاكهة. وتظهر أعراضه في صورة اضطرابات شديدة كنوبات تعرّق أو ارتعاش أو قيء وربما نوبات انتفاخ غير معتادة بعد تناول الطفل لأي فاكهة. في هذه الحالة، يتعين على الأطفال الاستغناء تماماً عن الأطعمة المحتوية على الفروكتوز وجميع الأطعمة التي يتم تصنيعها من السكر العادي. علماً أنّ هذا السكر يتكوّن في الأساس من سكر البنجر أو سكر القصب، أي من السكريات الثنائية التي يتكون نصفها من الفروكتوز والنصف الآخر من الغلوكوز. أما النوع الثاني المعروف بسوء امتصاص الفروكتوز، فيرجع إلى خلل في قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص وهضم سكر الفاكهة بشكل سليم. وتتمثل أعراض هذا النوع في الإصابة بنوبات إسهال وانتفاخ، غير أنّ هذه الاضطرابات لا تظهر إلا عند تناول كميات معينة من سكر الفاكهة. ومن هنا لا يتوجب على الطفل في هذه الحالة تجنّب جميع الأطعمة المحتوية على سكر الفاكهة بشكل تام؛ إذ يمكن للطفل تحمّل نوعيات معينة من الفواكه كالكرز أو الأناناس أو الموز أو الغريب فروت.