يُكسب السفر الراقي المسافر تجارب تُثري حياته وتمنحه خبرات وذكريات لا تُنسى، سيما وأنها تصل به إلى أماكن وكواليس لم يكن ليصل إليها بالمال وحده. لكن طبيعة السفر الراقي أصبحت تشهد تغيّرات ملموسة مردُّها إلى أن السفر التقليدي بدأ يتنحّى جانباً، مُفسحاً مجالاً أوسع أمام سفر يتسم المسافرون فيه بكونهم أكثر فطنة للخيارات المتاحة أمامهم وأشدّ ذكاء في اتخاذهم قرارات السفر. وترى شركة "إكسكلوسي? ترا?يل غْروب"، المختصة بالسفر الراقي والتي تُنظّم رحلات شخصية مفصلة حسب الطلب إلى مواقع سياحية خاصة في منطقة أسترالاسيا، التي تضمّ أستراليا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وجزر مجاورة في المحيط الهادئ، أن هناك توجهات راهنة تُسهم في تغيير الطريقة التي تسافر بها النخب المجتمعية بُغية الاستجمام. الخصوصية والسرية تفوقان المفاخرة كان تفاخر المرء بعدد السيارات التي يملكها، أو بطول يخته أو بعدد المقاعد على طائرته الخاصة، أمراً شائعاً في الماضي حتى قبل سبع سنوات. لكن الحال اليوم قد تغيّرت، وبدأت السرية تسود المشهد في عالم الأثرياء. ورغم أن الطيران الخاص واصل نموه بثبات بعد العام 2007، لم يعد أحد يتكلم عنه؛ فنخبة المسافرين ترغب بالتمتع بحرية اختيار وجهة السفر وموعده والرفقة المصاحبة لها، وذلك كله في إطار من الخصوصية باتت أحرص عليه من ذي قبل. السفر الزاخر بالتجارب سعي لإثراء الحياة يتطلع المسافرون المترفون اليوم للتنعّم بما هو أكثر من فندق خمسة نجوم وحوض سباحة شاسع؛ فقد باتوا يخططون لرحلات زاخرة بالتجارب فيها كثير من الأصالة والتفرّد، رغبة منهم بزجّ أنفسهم في الثقافات المحلية للأماكن التي يقصدونها. ومن بين التجارب المطلوبة التي يمكن الاستمتاع بها إلى أبعد مدى زيارة مناطق قبيلة الماوري في نيوزيلندا والتعرف إليها عن كثب، والغوص لصيد جراد البحر ليعدّه الطاهي الشخصي في ذلك المساء على العشاء. ويحرص كثير من هؤلاء، من جانب آخر، على تقديم إسهامات مادية كبيرة لدعم المجتمعات المحلية التي يزورونها. ما لا يمكن للنقود شراؤه يُبدي نخبة المسافرين حرصاً كبيراً على التمتع بتجارب حصرية لا يمكن الحصول عليها بالمال وحده، وذلك بما يتماشى مع سعيهم وراء تجارب تتسم بالثراء؛ فالتمتع بامتيازات الوصول الحصري إلى بعض المشاهير والأماكن غير المألوفة يُضفي مزيداً من الخصوصية والتفرّد على تجربة السفر، ومن ذلك الحصول على درس خاصّ في الطهو مع أحد كبار الطهاة العالميين، أو تناول شاي العصر مع أشهر مغنية أوبرا في نيوزيلندا. ما تستطيع النقود شراءه عندما يملك المسافر المال الوفير، فليس أمامه كي يحدد مستوى فخامة سفره إلا إطلاق العنان لمُخيّلته، إذ لا حدود لإمكانيات ما يمكن أن يحصل عليه نخبة المسافرين، بدءاً من السفر بالطائرات الخاصة والتنقل بالمروحيات، ومروراً بالحصول على خدمات الطهاة الشخصيين، وليس انتهاء بحجز جزيرة خاصة مثل لاكاولا الواقعة في أرخبيل جزر فيجي بالمحيط الهادئ. الفرد محور الاهتمام يعتاد نخبة المسافرين الحصول على كل ما يريدون متى شاءوا، إلا ّأن الطلب قد ازداد في الآونة الراهنة على برامج السفر المُعدّة وفق الاحتياجات الشخصية للمسافرين المترفين، وهنا فلا حدود لما هو ممكن. لذا فإن معرفة القائمين على الخدمة كيف يلبّون طلبات الضيوف غير المعلنة أمر كفيل بإحداث الفرق كله. بعيداً عن الطرق المألوفة يحمل البحث عن أندر تجارب السفر نخبة المسافرين إلى بعض أنأى المناطق وأبعدها على كوكب الأرض، لكنهم يصلون إلى تلك المناطق بيُسر وسهولة. وقد باتت بعض أماكن الإقامة النائية في أستراليا ونيوزيلندا تحظى بشعبية متزايدة بين المسافرين المترفين. ويمكن للمرء، على سبيل المثال، التفكير بنُزُل فاخر ذي تصميم يُشبه الخيام عند أعلى نهر جليدي، مع مهبط لمروحية خاصة، وطاه شخصي، وأحواض للمياه الساخنة. أماكن النوم لم يعد نخبة المسافرين يأبهون كثيراً للفنادق التقليدية الراقية ذات الخمسة نجوم، فقد باتوا يتطلعون إلى خيارات تشمل فنادق البوتيك الصغيرة أو المساكن الخاصة ذات التصاميم المعمارية الأخّاذة، حتى أن بعضهم يفضل خيارات التخييم الراقي والنوم في الحافلات الصغيرة الفاخرة. عطلات لجميع الأعمار غالباً ما يُنظر إلى نيوزيلندا وأستراليا وفيجي، بحُكم موقعها، كوجهات يطمح بالوصول إليها المسافرون من الشرق الأوسط، ما جعل منها خيارا رائجاً لقضاء ما اصطلح عليه بـ"العطلات متعددة الأجيال"، وفيها تُضفي الترتيبات الخاصة المصممة حسب الطلب مزيداً من البهجة على احتفالات الأسر بمناسبات الزواج ولمّ الشمل وأعياد ميلاد الأجداد، بحضور أفراد الأسرة الذين تترك لديهم جميعاً ذكريات لا تُنسى. اقرأي أيضا: أفضل نصائح سياحية لصيف 2014 في الإمارات لا غنى عن زيارة القاهرة