بقلم المستشار / اشرف العسال القراء الأعزاء ، والله تعجبت لهذه الحالة التي عرضت على من يومين ، لم يخطر ببالي ولا ببال أحد منا جميعا أنه ما زال هناك أناس يفكرون بتلك الطريقة ويفاضلون بين الناس على أساس ألوان بشرتهم. رغم أن الإسلام حرم ذلك وهدم تلك الأفكار من 1400 عام، فعَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏"‏إِنَّ اللَّهَ لايَنْظُرُ إِلَى صُورِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ "صحيح مسلم / 45 -كتاب البر والصلة والآداب ، وأورد ابن كثير في تفسيره قوله وفي الحديث الصحيح : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ، ولا إلى ألوانكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " . فهذا الزوج ( جاسم) جاء ليطلق زوجته (سماح) الشابة البيضاء الجميلة الموظفة التي تحبه بكل جوارحها وبسؤاله ما السبب ؟ قال الزوج : أنا عقدت عليها من سنة وهي كزوجة لا تقصر في أبدا رغم أني لم أجهز بيتا حتى الآن لكنها مستعدة تساعدني وأنا أحبها. لكني في صراع بين طاعة أمي و التمسك بزوجتي .قلت له لماذا ؟ قال : لأن أمي تريدني أطلق (سماح).. قلت له ما السبب؟ فكانت المفاجأة حين قال : لأن بعض إخوانها سمر اللون مثل أبيهم وسماح مثل والدتها، وأمي تخشى أن يأتي أبنائي سمر اللون هذا هو السبب وأنا لابد أن أطلقها حتى لا تغضب أمي مني والله أمرني برضاها . أسمعت عزيزي القاريء عزيزتي القارئة ؟ يريد طلاقها بسبب لون بشرة بعض إخوانها بمعنى أخر مصير بنات الناس بالطلاق عادي عند البعض يعقد عليها ثم يطلقها بسبب لون بشرة إخوانها ...قلت للزوج : ما تعليمك ؟ قال : جامعي . قلت: وهل تظن أن ذلك التفكير لوالدتك صحيح ؟ قال : لا قلت فلماذا تريد اتباع رأيها رغم أنه مخالف للشرع ؟ قال : لأنها أمي. وهنا ما استطعت السكوت عن تلك المهزلة الإجتماعية فكان جوابي على كلامه فيما يلي : أولا : أنت عقدت على البنت ولست خاطبا والزواج ليس لعبة تشتريها وقتما شئت وتتركها وقتما شئت . ثانيا : من قال لك إن البر بالأم والأب يعني طاعتهما في كل شيء ، فقد يكون رأيهما مخالف للشرع أو للقانون فهل نطيعهما ؟ هل سألت والدتك لو صار ذلك الطلاق لإحدى أخواتك البنات لنفس السبب هل ستتقبل وتتحمل تلك الصدمة ؟ ثالثا: من قال أن اللون هو مقياس اختيار شريك الحياة لقد كان بلال أسمر اللون لكنه كان مؤذن الرسول ولقد تزوج الكثيرون بالجميلات من النساء وعشن أشقى حياة فليس الشكل واللون مقياس لنجاح الزواج ثم إن الفتاة ( زوجتك) بيضاء اللون أمن تخوف من لون بعض إخوانها تطلقها " هل هذا منطق؟ فربما يأتي أبناؤك منها بلون والدتهم. ثم أنت شخصيا لست أبيض اللون فما لكم كيف تحكمون ؟ رابعا : ثم ربما لو أنت تزوجت بفتاة بيضاء كما تريد والدتك لكنها ربما لا تحبك مثل حب زوجتك الحالية. لك ثم أي ألم نفسي ستتركه بقلب زوجتك هذه إن طلقتها اليوم هي تستهين بدعاء المظلوم أنت إن طلقتها فقد ظلمتها ثم لماذا لم تفكر في هذا الأمر قبل عقد القران عليها ؟ ماذا ستقول هي للناس والمجتمع وأنت أول نصيب لها ؟ إنك ستتركها بمشكلة كبيرة في زمان كثر فيه القيل والقال وحتما سيقول البعض ربما وجد فيها عيبا فطلقها لأجله لأنه لن يصدق الكثيرون حكاية اللون التي تحكيها أنت . أخيرا : أخي الكريم خذ زوجتك واصبر قليلا على عقد العرس حتى تأتي لوالدتك ببعض الأراء والكبار بالعائلة أو تسمعها رأي لأحد العلماء الذين تحب سماعهم ليقنعها بأن طلبها لتطليق زوجتك لهذا السبب حرام شرعا وعقاب على ذنب من ترتكبه الزوجة وإياك أن تتسرع بطلاقها وإلا فسنن الحياة قد تضيبك يوما بزوجة بيضاء حسب طلب والدتك لكنها ربما تسود حياتك بخلقها وتصرفاتها فالجزاء دوما يكون من جنس العمل وكما تدين تدان . اقرأي أيضا: طيور الفرودس..أجمل وأغرب الطيور في العالم سعودي يجتمع بوالدته بعد 30 سنة فراق