فارسة شابة ومدربة محترفة أستهوتها رياضة عائلتها الحاكمة في دبي منذ الصغر، فأمتلكت حصانها الأول وهي بعمر 4 سنوات، ثم تعلمت من الخيول الكثير، حتى صارت قائدة ومدربة لهم. وفي عامها الثامن عشر آثرت نقل تجاربها وخبراتها عبر كتابها الأول "تجارب"، وهي الآن تمتلك مجموعتين من الخيول تُشرف على تدريبهم بين مدينتها دبي ولندن. عن كتابها وتجاربها مع الخيول، خصت "أنا زهرة" بحوار شيق تعرفنا به عن قرب على الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم، وكتابها البِكر "تجارب" Tajaarubالذي يقع بـ161 صفحة تغلفه صوراً فنية لأخيها الشيخ سعيد. - كيف تصفين لنا كتابكِ؟ كتاب "تجارُب" هو تسجيل لمواقف حدثت لي مع الخيل مذ كنت بالرابعة من عمري، وهو يصف تأثير تلك المواقف على تفكيري وحياتي وتغيُر إهتماماتي مع الزمن، كما أنه يعكس نظرتي إلى الحياة بفعل تأثيري بعالم الفروسية. وهو كتاب للجميع، يتعمق في أساسيات عالم الفروسية بصيغة مذكرات شخصية، وهو كتاب للجميع، سواء كانوا من الخيالة أو البعيدين عن عالم الفروسية، ويشمل ستة أقسام هي: الصداقة والشجاعة والولاء والصبر والإيمان والقيادة، وهي تصف مراحل تعاملي مع الخيل، من مُتابعة إلى مُعلمة. - "تجارب" أو Tajaarub هو كتابكِ الأول، ما سبب إختياركِ للغة إنجليزية لتأليفه، وهل سيترجم إلى العربية؟ آثرت ذلك بحكم دارستي للغة الإنجليزية في مدرستي بدبي، كما أنني أود أن يكون كتابي مفهوماً لشريحة أكبر من القُراء من جميع الجنسيات. وأعتقد بأنه سيؤثر على فهم الغرب لطريقة تفكير المرأة العربية، ويصف أسلوب حياتها بحكم عاداتنا وتقاليدنا. وإجابة على سؤالك، نعم، بالتأكيد سوف يُترجم إلى العربية قريباً. - الفروسية ولع وإهتمام ينمو من الصغر، كيف أثرت علاقتكِ بهذا العالم النبيل على تكوين شخصيتكِ؟ تميزت هذه الرياضة النبيلة عن سائر الرياضات الأخرى بأنها سُنة أوصى بتعلمها الرسول(عليه الصلاة والسلام). وقد بدأ حبي للخيول عندما رأيت الحصان أول مرة، حين كنت أراه كصديق أجلس عليه وأترقب حركاته (كما ذكرت في الكتاب)، كما كنت أتابع والدي وأخوتي في سباقات الخيل، وكنت أتمنى أن أكون "جوكي" أو "ركبي الخيل"، فكان إهتمامي بالخيل بالبداية رغبة مني لأسعاد والدي وأخوتي بأن أشاركهم رياضتهم المفضلة، أما الآن فإنني أتابع هذه الرياضة كأسلوب حياة. فأنا أشعر بأنني تعلمت الكثير من الخيل، فهم لفترة كانوا موجهين لشخصيتي أكثر من الناس. - ما هي أساسيات العلاقة بين الإنسان والخيل؟ الخيل له مميزات تعلم الإنسان قيم نبيلة مثل الصداقة والإخلاص، ذلك أنهم حيوانات تتحرك بهيئة مجموعات وليس أفراداً، ودائماً يجب أن يكون من بينهم قائد يتبعونه، فتعلمت كيف أكون قائدة أنا أيضاً، حتى أصبحت أقود أحصنتي بنفسي. كما أنني لم أر أحد قط يقول بأنه يكره الخيل، قد يخافه، لكن لا يكرهه، خاصة وأن جماله الداخلي يفوق جماله الخارجي المعهود. - ما هو الحصان المفضل لديكِ من حيث التدريب؟ أفضل الحصان العربي أو (الأنجلو عرب)، لانني بدأت بالخيول العربية، فهي الأفضل للتربية على مدى سنوات طويلة، فهو يتسم بالطول والعرض والحساسية بطباعه، وهو الأكثر تحملاً في سباقات القدرة. كما أن لدي فريق أتدرب معهم، وأتابع طريقة تدريب الخيل وتطويره بحسب طريقة التدريب الذي أود تطبيقها، مثلاً في لندن هم يتابعون تدريبات بالتركيز على قفز الحواجز والدراساج وطريقة فهم الخيل، بينما أشرك الخيول هنا في السباقات لغرض التمتع بهذه الرياضة. - ما هي لحظات السعادة التي أجتزتها في مشواركِ كفارسة؟ الكثير، كل يوم لي تجربة مختلفة مع الخيل، وأكثر المواقف يفاجأوني بها، ذلك لأن الحصان ليس لديه لغه، غير أنه يتعلم من صاحبه حركته وصوته، كما أن للخيول شخصيات، وكلما تعمقت بالتعامل معها تأتيني مفاجآت كثيرة حلوة، أتعلم منها. - نَعي أن الخيل كائن حساس، فهل يتقبل جميع أنواع البشر، أم أنه يقتفي حدسه لقبول خيّاله؟ الخيل فيهم خير كثير، يكفي أنهم يسمحون لنا بالجلوس عليهم، فهم حيوانات كبيرة وقوية، وهي حيوانات تتحرك بمجاميع غير أننا كمدربين نعاملهم أحياناً بطريقة محزنة، ليس من المفترض أن نفعلها، مع ذلك فهي تسمح للبشر بأن يكون القائد رغم قسوته. - باتت دبي محطة مهمة على خارطة بطولات العالم لسباقات الخيل، هل تجدين هذا الأمر دافعاً لإشراك العامة في هذه الرياضة؟ أحمد الله أن شيوخنا مهتمين بهذه الرياضي، فأول من تأثرت به كان والدي، حينها كنا نتابع التدريبات والسباقات في صغرنا في نادي ند الشبا بدبي. فليس بالضرورة أن يكون الشخص خيالاً ليكون مهتماً بهذه الرياضة، فقد تعلمت من ديننا وبيتنا أن نحصل على القليل من العلم من كل شيء، وأن نتعلم من شيء واحد كل شيء، والهدف هو أن نشمل بعلمنا الكثير وأن لا نتوقف عن التعلم في جميع التخصصات. لذا أنا أشجع بالتعرف على كل الرياضات، والفروسية هي رياضة ممتعة للكل، خاصة إن تعرفتِ على الجمال الداخلي للخيل. - اليوم، هل أصبح عالم الفروسية مختلفاً كثيراً نسبة للمرأة عن الرجل؟ وهل أصبحت المرأة الآن منافساً كفوءة للرجل؟ نعم، (تضحك) وأشجعها بقوة، فأنا أؤمن بأن طريقة تفكير المرأة وحنانها على الخيل يؤثر بشكل أقوى عليه، لذا أرى أن الفارسات أفضل. - هل تأثرتِ بكُتب عمكِ سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند تأليف كتابكِ؟ بالتأكيد، وقد قرأت الكتاب الأخير بشغف، كما قرأت لكُتاب آخرين متابعين للفروسية بالإضافة إلى إهتمامي العام بالقراءة. ويجدر الإشارة إلى أن فكرة كتابي ليست بجديدة، لكن الأفكار الأساسية التي في كتابي هي التي ميزته. - لغتك العربية ممتازة، هل في النية تأليف كتاب آخر بالعربي؟ (تضحك)، أشكرك ، إن شاء الله، قد يكون كتابي الثاني بالعربي، غير أنني أخشى أن تنتظرون 18 عاماً أخرى للخروج بحصيلة تجربة كتلك التي في كتابي هذا.   اقرأي أيضا: أول ديوان شعر إماراتي بالإسبانية..نجوم الغانم بلغة لوركا “أيام في حياة وديمة” خولة الطاير تستكشف عالم الصغار الأميرة هيا في عشق الفروسية والخيل