رغم أنّ نجمات السينما يعتمدن على الجمال والأنوثة كأساس في عملهن، الا أنّ هناك الكثير من النجمات الفاتنات اللواتي جسدن أدواراً رجالية في أعمالهن. حقّقت هذه الأدوار شعبية كبيرة وعلقت في ذاكرة الجمهور رغم أنّ النجمات وضعن أنوثتهن جانباً في هذه الأدوار وظهرن كالرجال. لعل أشهر تلك الأفلام "السادة الرجال" (1987 ـ تأليف رافت الميهي) الذي أدّت بطولته معالي زايد. يدور العمل حول فوزية التي تعاني من الظلم وقمع زوجها المتسلّط محمود عبد العزيز. تتمرد على أنوثتها وتقرر التحول الى رجل للحصول على الحقوق التي يتمتع بها الرجال. تخضع فوزية لعملية تحوّل الى رجل لتدور الأحداث بشكل كوميدي. ويعتبر الفيلم من أنجح الأعمال السينمائية في تلك الفترة وأهّل معالي زايد للفوز بجائزة أفضل ممثلة من "جمعية الفيلم". وجاء تحول زايد الى رجل في سياق اجتماعي ليوضح مدى الظلم الذي يقع على المرأة من قبل زوجها. وكانت سعاد حسني ونادية لطفي سبقتا معالي زايد في التحوّل إلى الرجولة في فيلم "للرجال فقط" عام 1964. يدور العمل حول مهندستين تعملان في إحدى شركات التنقيب عن البترول وتطمحان إلى الذهاب الى الصحراء للمشاركة في التنقيب عن النفط. لكنّ الشركة لا ترسل سوى الرجال. تتنكران في صورة رجلين مرسلين من قبل الشركة للعمل كجيولوجيين، وتقابلان زميليهما (حسن يوسف وايهاب نافع) اللذين يكتشفان سرهما ويقرران مساعدتهما في الاستمرار في العمل بعد وقوعهما في حبّهما. وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي. أيضاً، تنكّرت سعاد حسني في زيّ رجل في فيلم "شباب مجنون" (1967). إذ جسّدت دور مديحة الطالبة في معهد التمثيل التي تتنكر في زي شاب لتعمل في الفرقة الموسيقية التي كوّنها إخوتها الثلاثة. تتعقّد الأمور عندما تقع هدى ابنة صاحب الملهى في حبّ ذلك الشاب. أيضاً، أدّت سهير رمزي دور رجل عام 1975 في فيلم "بنت واسمها محمود". ويندرج العمل أيضاً ضمن الافلام التي تطالب بحقوق المرأة وحق الفتاة بالتعليم. وجسّدت سهير دور حمدية التي يرفض والدها أن تتعلّم، فتقرر التنكر في زي رجل للذهاب الى الجامعة. ويصور الفيلم ما تواجهه حمدية داخل أسوار الجامعة نتيجة ازدواجية شخصيتها. وإذا كانت أفلام "للرجال فقط" و"السادة الرجال"، و"بنت واسمها محمود" تحمل في مضمونها رسالة عن المساواة بين المرأة والرجال، إلا أنّ بقية النجمات اللواتي قمن بدور الرجال في أفلامهن، قدمنه في سياق كوميدي يختلف من فيلم إلى آخر. لكن في مجمل هذه الأعمال، يأتي التنكّر في زي رجل من أجل القيام بعمل ممنوع على المرأة. هذا ما شاهدناه مع حنان ترك في فيلم "جاءنا البيان التالي" (2011). هنا، جسّدت ترك دور مذيعة ترتدي ملابس رجل وتذهب الى أحد بيوت الدعارة للبحث عن متهم في قضية فساد. نجمة الجماهير نادية الجندي التي تعتمد كثيراً على الإغراء والملابس المثيرة في أفلامها، تحوّلت هي الأخرى إلى رجل بـ "شنب" في فيلم "بونو بونو"، إذ تتنكّر في زي رجل من أجل الهروب من مستشفى المجانين. نجلاء فتحي هي الأخرى تحوّلت الى رجل في فيلم "أجمل أيام حياتي" الذي شاركها بطولته حسين فهمي. تدور قصة العمل حول فتاة ثرية مدللة، ووحيدة والدها الذي يرفض زواجها من شاب تحبه، فتتفق معه على الهرب إلى لبنان عن طريق البحر. تتنكر في هيئة شاب وتلتقي في السفينة بشاب (حسين فهمي) ويصبحان صديقين وتتسارع الأحداث ثم يكتشف بأنّها فتاة وسرعان ما يولد الحبّ بينهما. من جميلات السينما اللواتي تحولن إلى رجال في أفلامهن يسرا في فيلم "حرب الفراولة"، والهام شاهين ودلال عبد العزيز وبوسي في فيلم "بنات حارتنا". وظهرت مي عز الدين في هيئة ضابط بوليس في فيلم "أيظن"، وقدّمت لبلبة فيلمين بدور رجل هما "امرأة تحت الاختبار" و"لهيب الانتقام"، وكذلك فعلت صفاء أبو السعود في فيلم "المتعة والعذاب". وإذا كانت هؤلاء الفنانات قد ظهرن بدور رجال في أفلامهن، فإنّ "كوكب الشرق" أم كلثوم كانت تتنكّر في زيّ رجل في بداية حياتها الفنية حين كانت ترافق والدها وشقيقها للانشاد في الموالد والأفراح. المزيد: نجمات الفن: رجل واحد لا يكفي