لكل شعب من شعوب الأرض حيوان تحبه وتؤثره، العرب يحبون الخيل والجمال، الآسيويون يتفاءلون بالسلحفاة، والهنود يحبون الفيلة ويقدسون الأبقار. وتحترم كل الأديان والطوائف في الهند حيوان الفيل. بل وقد كانت الملوك تؤمن ألا سلطة للملك إذا لم تكن من على ظهر الفيل. إنها الفروسية على الطريقة الهندية. ومثلما يعتني العرب بخيولهم وجمالهم فيزينونها ويجملونها، كان ملوك الهند والأباطرة يحرصون على تزيين عاجها بالذهب والفضة، وإلباس جسدها بسروج وزينة من الحرير والقطيفة. وتصف إحدى النصوص الهندية القديمة هذه الفروسية على الفيلة بالقول "الفيل الذي يركبه ملك يضيء، والملك الراكب الفيل يلمع". السياح الآن حلوا محل الملوك، هم من يركبون هذه الفيلة الجميلة والمزينة والتي تحولت إلى أعمال فنية، بعد أن رسمها أصحابها ولونوها بالألوان الحارة والنقوش الظريفة. وفي مهرجان جيبور هناك عروض للفيلة المزينة. وهناك أيضا مسابقات الفيلة التي تلعب البولو. كما تلعب شد الحبل، وهناك أيضا مسابقات الجمال. قبل المهرجان تعمل هذه الفيلة في نقل السياح إلى قصر عنبر، الموقع التاريخي الذي يجلب السواح من كل أنحاء العالم. يعتني الهنود بالفيلة جيدا، ولذلك فإن سلالاتها عاشت أكثر من تلك السلالات الأخرى في آسيا. وقد تحولت منطقة جيبور تقريبا إلى محمية يعيش فيها الفيلة بسلام، من دون أن يتعرضوا للصيد أو التعذيب والإنهاك في العمل، إذ تحتوي ما يقارب أربعة آلاف فيل. ولكن ذلك لا يمنع أنها أيضا فيلة مهددة إن لم يتم اتخاذ إجراءات عملية بتكثيرها وتغذيتها والعناية بها لكي لا تتحول من مصدر رزق إلى عبء على أهل المنطقة الفقراء أصلا. اقرأي أيضا: عادات الشعوب: ممنوع لأقدام النساء أن تكبر! حول العالم في ثمانين حمية عادات الشعوب: اليابانيون لا يأخذون البقشيش الست كما لم تريها من قبل