"تراتيل بابلية"، معرض فني سار إليه عشاق الفن التشكيلي العراقي من جميع الإمارات ليحظوا بفرصة مشاهدة أعمال مجموعة بارزة من ثمانية فنانين بابليين مقيمن في العراق وآخرين مغتربين، وقد جمعتهم عوامل مشتركة منها أصولهم البابلية أو "الحلاوية" وحسهم الفني بمواجهة الحرب بالحب والإبداع. فحَل الفنانون ضيوف شرف على مؤسسة سلطان العويس الثقافية التي كرمتهم بمعرض مشترك في دبي يستمر حتى 26 من الشهر الحالي، فكانت سابقة جمعت كلاً من الفنان د. فاخر محمد، ود. عاصم عيد الأمير، ومحمود شبر، ومؤيد محسن، وأحمد البحراني، ود. علي شاكر نعمة، ومحمد فهمي، ومحمود عبود. أم كلثوم وغاندي مسلحان وضد الحرب! في مشهد مثيرة للدهشة والاستغراب، قدم النحات أحمد البحراني ثلاثة منحوتات برونزية لشخصيات مشهورة بعطائها الإنساني مثل غاندي ومانيدلا وأم كلثوم بطريقة مختلفة، فمنعُرفوا بتأثيرهم الكبير برُقي الإنسان وتحضره بالكلمة والموسيقى، عُكس هذا المفهوم ليحمل كل منهم سلاحاً. وهذا ما عمد على تقديمه الفنان بطريقة جدليلة تثير التساؤل والإستغراب. وتُعد هذه التماثيل مصغرات لسلسلة أكبر من التماثيل بالحجم الكبير معروضة في إحدى منتزهات أمريكا. أوباما لاهياً بحضارة العراق جداريات الفنان مؤيد محسن حملت المشاهدين إلى أجواء سريالية نقدية، وأبرزها كانت جدارية بعرض ثلاثة أمتار تقريباً تصور الرئيس الأمريكي أوباماً مصوباً كرة سلة إلى رأس آشوري أثري، وهي إشارة إلى ما آلت إليه السياسة الأمريكية من دمار وعبث ببلد معروف بحضارته العريقة. كما عرض الفنان 7 لوحات أخرى منها لوحة لمسلة حمورابي مكسرة وملقاة على عربة تسوق فقيرة من الأسواق الشعبية. رموز وطلاسم جال فنانا أكاديمية بابل للفنون الجميلة، كالدكتور فاخر محمد والدكتور عاصم عبد الأمير بالحضور بين سلسلة من الطلاسم والرموز في لوحاتهما، فأختار الدكتور فاخر الرموز التي لها دلالاتها وجذورها في الحضارات العراقية القديمة، كحضارة بابل وآشور وأكد، بينما أستخدم الدكتور عاصم صوراً بريئة من عالم الطفولة، ليبعثا في لوحاتهما ألواناً عصرية بهيجة أخذت المتلقي بعيداً عن جحيم الواقع الحالي للبلاد. المدللات على النهر أما الفنان محمود عبود، فهو العابر حدود الوجع الحالي نحو الماضي الجميل للمدن العراقية الملقاة على شواطئ نهري دجلة والفرات، من هناك صوّر أحلى الجلسات للنساء المدللات الممتلئات القوام، وهن هائمات بالحلم والدلال، فإحداهن أختارت الدعسوقة لتطير معها حافية القدمين، والأخرى كانت تثب فوق المدينة مستمتعة برحيق البطيخ الأحمر "الرقي"، كما رسم قصة حقيقية من التراث هي "بنت المعيدي"، بنت الريف التي تزوجت الأنجليزي وسافرت معه إلى بريطانيا وغيرت حياتها والتي أطلق عليها الفنان لوحة "موناليزا العراق" ومن ثم أصبحت من مقتنيات السفير العراقي الشخصية في الإمارات. المزيد: “100 قطعة فنية تحكي تاريخ العالم” في أبوظبي “عظمة الشرق الأوسط” على جدران “أوبرا... “إشراقات من مصر” في الشارقة