يقوم الكثير من الآباء بتصوير مقاطع مختلفة طريفة لأطفالهم وتحميلها على اليوتيوب، ويحصدون عليها ملايين الإعجابات في كثير من الأحيان وآلاف التعليقات أيضا. وربما تكون اللقطات سواء بالصور أو الفيديو جميلة حين تكون عفوية، ولكنها تفقد هذه العفوية حين نقوم بالتخطيط لنضحك من أطفالنا أو على أطفالنا أو نجعل من برائتهم موضوعا للتصوير، فنلجأ للحيل لإغاظتهم والتسبب في بكائهم أمام الكاميرا. في إحدى مقاطع الفيديو الشهيرة حاول الأبوين إغاظة ابنهما بإخفاء كل حلوى العيد عنه، وبعد ان بكى كثيرا مقهورا، ولاحظ أن والدته تصوره وهو يبكي فاجأنا بذكائه حين قال "انت تقومين بذلك فقط لتصوريني وأنا أبكي". بينما قال آخر بعد أن اكتشف إنها خدعة "هذا ليس لطيفا جدا". وفي موقف آخر وضعت إحدى الأمهات صورة طفلتها بعد أن أجرت عملية في المشفى على حسابها في الفيسبوك، وانهالت التعليقات عليها. لقد وضعت هذه الأم حدثا خاصا في حياة ابنتها يتفرج عليه آلاف من الغرباء. والسؤال هو ألا يحق للطفلة التمتع بالخصوصية؟ اليوم هناك موضة جديدة، وهي رسم الحواجب للرضع وتصويرهم وتحميل صورهم على تويتر أو فيسبوك أو انستغرام. والحق يقال إن الصور طريفة فعلا وتلقت الكثير من الإعجاب. لكن ربما ينبغي أن نسأل أنفسنا عن موقف أبنائنا حين يكبرون قليلا، هل فعلا يروق لهم أن يكونوا موضوعا للعرض المستمر لأهاليهم؟ بعض المعلقين اعتبر أن هذه الصور قاسية ولا يصح أن نجعل من أطفالنا أضحوكة يتسلى بها الآخرون. وبعضهم اعتبرها مرعبة وبعضهم اعتبرها مسلية. نحن نتدخل في حياة أبنائنا، نملي عليهم ما يشاهدون على التلفزيون وماذا يرتدون وأين يخرجون وكيف نحميهم من الإنترنت..وها نحن أيضا نرمي بذكل عرض الحائط ولا نحترم خصوصيتهم..ونختار أن نصورهم لتسلية الآخرين وتحصيل إعجابات أكثر على حساباتنا.. ماذا عنك أنت؟ هل تعتقدين أن مثل هذه الصور ومقاطع الفيديو لا تزعج أحدا ولن تزعج الأطفال بعد أن يكبروا قليلا. وأن من حق الآباء التحكم بخصوصية أطفالهم الغير قادرين على التعبير عن أنفسهم؟ ولم لا نضع أنفسنا مكان الأطفال؟ هل تحبين لو كبرت أن تشاهدي صورك ومقاطع من حياتك وأنت طفلة على اليوتيوب مثلا؟ شاركي برأيك... اقرأي أيضا: سينما مصنوعة من الكراتين: بطولة الطفل وإخراج الأبوين أنت وعائلتك في المطبخ: تشيزكيك بكريما الليمون وحبات التوت سُبل حماية الأطفال من طوفان المثيرات اليومية ختاري أحلى صوفا