أكّد البروفيسور الألماني برنهارد ألمان أنّ الجلوس السليم يعدّ درع وقاية من آلام الظهر التي تصيب موظفي العمل المكتبي بسبب جلوسهم لفترات طويلة. وأوضح الأستاذ في "الجامعة الألمانية للوقاية والإدارة الصحية" في مدينة زاربروكين أنّ وضعية الجلوس السليمة تستلزم استغلال مساحة المقعد بشكل تام، على أن يتم التحرك دائماً أثناء الجلوس، وهو ما يعرف بـ "الجلوس الديناميكي"، أي  الانحناء تارة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف واتخاذ وضعية قائمة في أحيان أخرى. كما ينبغي للموظف الانتباه دائماً إلى أن يدعم المقعد ثلثي منطقة الفخذين، وأن يقوم باستخدام مسند الظهر والافادة منه في دعم العمود الفقري؛ إذ يحول ذلك دون الإصابة بتقوس العمود الفقري. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي الانتباه إلى ارتفاع المقعد؛ بحيث يجب أن تكوّن الذراعان والساقان زاوية قائمة أثناء الجلوس، وأن تستقر القدمان على الأرض تماماً، على أن تتخذ الذراعان وضعية مريحة على المكتب وأثناء استخدام لوحة المفاتيح، مع العلم بأنه يفضل تعديل ارتفاع المكتب أيضاً. كما يفضل أن يتعلم الموظف كيفية الاستخدام السليم لمساند الأذرع وراحات اليد والقدمين؛ إذ يمكن بذلك استخدام أدوات العمل كلوحة المفاتيح أو الفأرة بشكل أفضل من دون الانحناء بالجسم على نحو غير صحي. ولدعم الظهر بشكل إضافي أثناء الجلوس، يمكن استخدام مساند الظهر أو الوسائد الممتلئة بالهواء. ويُفضل أيضاً ألا تقل المسافة بين الموظف وشاشة الحاسوب عن 50 سنتيمتراً على الأقل، على أن يتم ضبط وضعية الشاشة بحيث تقع حافتها العلوية تحت الموضع الذي ينظر إليه الموظف بقليل، إذا نظر إليها في خط مستقيم ورأسه إلى الأمام. من ناحية أخرى، أوصى البروفيسور الألماني بالتبديل دائماً بين الجلوس والوقوف والمشي أثناء فترات العمل.