القراء  الأعزاء،

كثيرا ما ترى بيوتا نشأت على السعادة والحب بين الشاب والفتاةـ وبعد مرور شهرين أو اكثر نفاجيء بأن الشاب الزوج جاء للمحكمة ليطلقها أو جاءت هي تطلب الطلاق بسبب شكوكه فيها، تلك الشكوك غير المبررة. وعندما تسأل عن سبب تلك الشكوك تكتشف خطأ كبيرا تقع فيه كثير من بناتنا حديثي الزواج، حيث أن بعضهن تأخذها العاطفة والصدق والإخلاص فتأتي في ساعة صفا بينها وبين زوجها كما يقولون فتحكي له عن ماضيها سواء سألها هو عن ذلك الماضي أو حكته هي من تلقاء نفسها. وتظن المسكينة بأنها بذلك تكون قد أسعدته بصراحتها وصدقها. وهي لا تعلم أنها بجهلها نعم بجهلها أوقعت نفسها في مشكلة كبيرة، حيث أوقعت الشك في قلب زوجها. ومهما حاولت  أن تؤكد له بأن كل علاقاتها العاطفية قد انتهت فمع الأسف قد فتحت بذلك التصرف بابا للشيطان والوسواس في قلب شريك حياتها. فإن تأخرت عليه مرة عند عودتها من الدوام شك فيها، وإن تأخرت بالرد على مكالمته يوما شك فيها بأن خطها مشغول مع حبيبها الماضي أو خطيبها قبل الزواج. وهذا بالضبط ما جرى مع صاحبة مسألة اليوم ولكن بصورة مختلفة في كشف ماضيها لزوجها، حيث كانت الوسيلة هي أنها كتبت وهي بسن السادسة عشر تجاربها العاطفية قبل الزواج في مذكرات حاولت تخفيها سنة كاملة بدولاب الملابس حتى وقعت المذكرات بالخطأ في يد زوجها، ومن هنا بدأت رحلة الشك وسوء الظن وانتهت بالطلاق تقول الزوجة " لبنى":

كنت أحب كتابة مذكراتي منذ الصف الإعدادي واحتفظت بها حتى قرب زواجي وعقد قرآني، وقعت المذكرات في يد زوجي أثناء انتقالنا لبيتنا الجديد بعد سنة من زواجي وكانت الصفحات تحمل قصة حب عشتها في شبابي بالجامعة، وانتهت قبل خطوبتي لزوجي بسنة كاملة وانقطعت كل الأخبار.

وأقسمت بالله قائلة: لما عرفت زوجي أحببته ونسيت به كل ما مضى من ذكريات. لكن الكارثة أن تلك الذكريات ظلت حية فقط على صفحات مذكراتي ولم أكن أعلم أن صراحتي مع زوجي حين سألني عن تلك العلاقة ولأي مرحلة تطورت لم أكن أعلم أنه كان استدراجا منه وسبب في أنه طلقني. ورفض كل بكائي و اعتذاري عن ماض انتهي قبل أن أتعرف عليه وقبل خطوبتي له،ظل زوجي يحاسبني ويقول لي : إنك تحبين سماع الأغاني التي تتكلم عن الحب والذكريات الماضية أليس كذلك؟ وتحبين صديقاتك اللاتي كن معك بالجامعة وتزوريهن كثيرا لأنهن يذكرنك بحبيبك الأول وكلما تأخرت أشك في أنك على تواصل معه.

وتضيف: ظللت أقسم له وأؤكد له ان ذلك ماض وقد مات ولأن هذا الشخص لم أجعله حتى يلمس يدي يوما، ولكنها كانت مجرد مشاعر ناحيته كأي فتاة في مثل سني فلماذا تحاسبني عليها اليوم ؟

فرد الزوج قائلا : لقد ملأ الشك قلبي ناحيتك ولا اطيق أن أعيش معك فانت طالق طالق طالق .فكانت مذكراتي سبب طلاقي ....

أحضرنا الزوج : وأفهمناه أن من الخطأ محاسبة الزوجة على الماضي لأنه هو ايضا له ماض، وكل منا له ماض ،وليس من حقه محاسبتها عليه.

 وقلنا له: ما دامت الزوجة تحبك ومتمسكة بحياتها معك فطلاقك لها على ماض وشكوك بدون ذنب اقترفته ذنب عظيم وإثم وقعت انت فيه ..

قال الزوج : هي السبب لماذا كتبت تلك المذكرات لماذا عرفتني بماضيها،كنا سعداء قبل أن أرى وأسمع ذلك الماضي. هي حطمتني وزرعت الشك بقلبي فصرت أراقبها وأفتح تليفونها حتى أتأكد من شكوكي .. قلت له : أوجدت شيئا يدينها ؟ قال : لا ... قلت له : إذن أنت الآن تظلمها وتظلم نفسك والدين نهى عن التجسس وعن البحث في ماضي شريك الحياة. فبدأ الزوج يستغفر ويستعيذ وطلب فرصة لتهدئة أعصابه وبكت الزوجة بأخر الجلسة وهي تقول له : والله إني أحبك ولا أحد في حياتي غيرك ... وبعد مضى أسبوعين دخل الزوجان وقد علت الابتسامة وجه الحبيبين .. ولكني رأيت أن أكتب تلك المقال في رسالة لبناتنا وشبابنا: ألا تفتشوا في الماضي وإياكم وهذه المذكرات التي تحمل أحيانا ذنوبا وأخطاءا أمر الله بسترها فلما نفضح أنفسنا ؟  لمَ نعط فرصة لإبليس أن يلعب بعقل شريك الحياة ويوسوس له ؟ أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت لكل عزيزتي وعزيزي القاريء.

اقرأي أيضا: 

بالفيديو: ابن يتحدث عن مأساة اغتصاب والدته السبعينية بالفيديو: تفاصيل مروعة لجريمة الأردنية المقتولة بسبب اسلامها 66 عاما على النكبة..الفلسطينية أشجع نساء الأرض