أقام المعهد البلجيكي للسلامة على الطرق حملة إعلانية غريبة من نوعها، ولكن أقل مايقال عنها إنها ذكية ومؤثرة. قامت الحملة بتنظيم ست جنازات لأشخاص أحياء معروفين لدى عائلاتهم بقيادتهم السيارات بسرعة كبيرة. وقد دعي هؤلاء السائقين المتهورين وعائلاتهم وأصدقائهم في نيسان الماضي إلى الجنازة المتخيلة للسائق المتهور، بفرض أنه لقي حتفه في حادث سير. وقد عاش الجميع أجواء الموت والفراق بصدق، ومنهم من بكى بحرقة على نفسه، ومن السائقين من عبر بصدق عن حزنه لأنه يسبب كل هذا الخوف لعائلته، ومنهم من تعهد بالتوقف عن تجاوز السرعة في القيادة. يملك أولئك الذين يقودون بسرعة كبيرة في الطرقات ثقة فائضة ومبالغ فيها بأنفسهم وبقدرتهم على السيطرة على المركبة. ولكن هذا التفكير غير منطقي لأن قيادة السيارة لا تتعلق بالسائق وحده، بل بحالة الطريق والمفاجآت التي من الممكن أن تصادف المرء فيه، وبالسائقين الآخرين ومهارتهم أيضا، وبالمركبة المعرضة لأي عطل في أي لحظة وبشكل مباغت. بل إن مثل هؤلاء يعتدون على حق الآخرين في المشي والقيادة في الطرق بأمان، ويجعلون غيرهم يدفع ثمن ثقتهم الزائدة بأنفسهم. فكرة الحملة مهمة فعلا، ربما علينا أن نذكر أحبائنا المتهورين على الطرق أننا نحبهم ونخشى عليهم من الحوادث التي قد تؤذيهم أو تؤذي غيرهم من مشاة وسائقين آخرين، خاصة مع تزايد أعداد ضحايا حوادث السير في بلادنا. حظي الفيديو للحملة على اليوتيوب بمتابعة كبيرة بلغت أكثر من تسعة ملايين. وجاء في النص الذي كان مؤثرا جدا وتمت قراءته بالفرنسية والألمانية "لقد بدأ حياته للتو، ورغم صعوبة قبول الموت لكنه جزء من الحياة. لقد اعتقدت أن هذه الأمور تحدث للآخرين فقط، لكن ها أنذا اليوم أقف في جنازتك..ولماذا كان عليك أن ترحل؟ ابني الحبيب أريد أن أكون قوية..ولكن كيف عساي أن أفعل؟". لا بأس بأن نذكر أحبائنا بأننا ننتظرهم دائما، ومن أجلنا عليهم أن يتعلموا القيادة بتمهل، وقبل ذلك من أجلهم ومن أجل الآخرين..القيادة بسرعه هي منتهى الأنانية. شاهدي الفيديو على الرابط التالي: