أصبحت التكنولوجيا ذراعي الحياة الحديثة ورجليها أيضا، فنحن نمشي بالتكنولوجيا ونعيش بها ونتكلم بها، وكثير منا يحبون باستخدام التكنولوجيا ويعيشون حياتهم العائلية بمرافقتها. نحن في زمن التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي التي تأـخذ جزءا كبيرا من وقتنا، كبارا وصغارا أيضا، بل غنها أصبحت إحدى وسائل التعبير الأساسية. وتبدو اللغة العربية أمام هذه البحر من المصطلحات الإنجليزية خجولة وخافتة وغير قادرة على المنافسة، من هنا جاءت فكرة مشروع "المفكرون الصغار"...   تعمل شركة المفكرون الصغار (www.littlethinkingminds.com) بشغف كبير لتعليم الأطفال دون السابعة من العمر اللغة العربية، وغرس محبة هذه اللغة وتراثها وموسيقاها منذ سن مبكّرة، عن طريق إنتاج محتوى عربي تعليمي-ترفيهي. ويتم تقديم هذا المحتوى في شكل أفلامDVD وأغانيCD وكتب أنشطة، وعن طريق تطبيقات الهواتف الذكية والتابليت. وفي زمن غلب عليه إنتشار استخدام لغات أخرى غير اللغة العربية في العالم العربي، حرص المفكرون الصغار على إيجاد أدوات فعّالة أصلية غير مزدحمة بالأفكار تعكس البيئة المحيطة وتعرّف الأطفال بطريقة بسيطة ومرحة ومسلية بأساسيات اللغة العربية لمرحلة ما قبل المدرسة. "أنا زهرة" التقت لمياء الطباع المسؤولة في "المفكرون الصغار" لتحاورها حول هذا المشروع وأهميته:   يبدو أن معظم العائلات تميل الآن إلى تعليم أبنائها الإنجليزية، لأن كل شيء بالإنجليزية التطبيقات والكتب وأفلام الأطفال، لذلك يبدو أن مهمة المفكرون الصغار ليست سهلة؟ فكيف تجدون طريقكم إلى العائلة العربية؟ هذا صحيح، معظم العائلات العربية ركّزت في فترة من الوقت أكثر على اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة عالمية، فأثّر هذا سلباً على لغتنا العربية وللأسف. هناك أعداد كبيرة جداً من التطبيقات الإنجليزية، وهناك أيضاً أعداد متزايدة من التطبيقات العربية، ولكن الكثير من هذه التطبيقات تفتقر للجودة ولا يتعلق بها الطفل كثيراً. ولحسن حظنا وبسبب تواجدنا في الأسواق منذ فترة استطعنا أن نكسب ثقة الأهل والمعلمين، فرحلتنا كانت وما زالت رحلة ثقة، فالأهل يعلمون جيداً أن لدينا أطفالٌ أيضاً ونريد لهم الأفضل. فشغفنا وحبنا الكبير لعملنا هو الدافع الأول والأساسي لنا، وغير ذلك يأتي في المرتبة الثانية. نفتخر بأن لدينا موزعون يؤمنون بنا وكانوا السبب الرئيسي في دخولنا لآلاف المنازل في جميع أنحاء العالم العربي. كيف تصفون الإقبال على إنتاجكم؟ لدينا أكثر من 13 مليون مشاهدة على YouTube، وهذا الرقم لم يستطع أي محتوى أطفال كمحتوانا أن يحصل عليه. أما بالنسبة للمعلمين والآباء فهم يحبون عملنا لأن جميع إنتاجتنا هي بالتعاون مع مستشاري تنمية الطفولة المبكرة. ونحن في الشركة، بكل أفراد فريق العمل - من كتّاب الأغاني إلى رسامي الصور المتحركة – نتشارك جبنا الكبير للأطفال وهذا ظاهر بشكل كبير في منتجاتنا. استطعنا في تطبيق عالم لمسة أن نحقق أكثر من مليون مشاهدة. ونتواجد حالياً في أكثر من 50 محل في المنطقة، كما ونتواجد في مكتبات العديد من المدارس، وتعتبر منتجاتنا مرجعاً للتدريس. ماهي التحديات والصعوبات التي تواجهونها الآن؟ التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم هو جعل إنتاجاتنا متاحة لأكبر عدد ممكن من الناس والمدارس وعلى أكبر عدد ممكن من الوسائل لمساعدة الأطفال على تعلّم اللغة العربية. ومن الصعوبات التي نواجهها في بعض الأحيان بسبب طبيعة إنتاجتنا، هي عدم رغبة تجار التجزئة بها بإعتبارها منتجات تعليمية متخصصة. نحن بحاجة لإيجاد وعي كامل حول منتجاتنا وحول مشكلة تراجع اللغة العربية، وهي الحقيقة التي لا يدرك حجمها العديد من الآباء والأمهات. ماهي أهم المشاريع التي أنجزتموها لغاية الآن؟ أطلقنا وبنجاح 9 أفلام حتى الآن، تغطّي أساسيات مرحلة ما قبل المدرسة من الأشكال والألوان إلى الحروف الأبجدية، ويعتبر آخر فيلمين لنا من الأفلام ذات الطابع الاستكشافي أكثر. كما طورّنا مجموعة من التطبيقات تغطي الحساب واللغة وغيرها، ونتطلع لإطلاق هذه التطبيقات قريباً جداً في الـ App Store. ونحن سعيدون لأن تطبيقنا الحالي حقق نجاحاً كبيراً جداً. ماذا عن الخطط المستقبلية؟ المفكرون الصغار هي في جوهرها شركة تعليمية واستناداً على هذا، فنحن نتطلع في المستقبل القريب إلى تقديم موقع إلكتروني لجميع المدارس على أساس الاشتراك، نقدّم من خلاله محتوى باللغة العربية موضعي ومتخصص لكل مرحلة. نرى هذا كمصدر تعليمي تكميلي يفتقر إليه معلموا اللغة العربية بشكل كبير. هل تتعاونون مع المدارس والمكتبات وربما شركات الاتصالات لنشر تطبيقاتكم؟ هل تتلقون دعما من أي جهة؟ أفلامنا متوفرة في أكثر من 50 مكتبة وحضانة هنا في الإمارات، ويستخدمها المعلمون كمصدر تكميلي لتعليم اللغة العربية. أما بالنسبة لشركات الاتصالات، فالعديد منها كإتصالات في الإمارات وSTC وغيرها يقدمون محتوانا مع باقات الأطفال. ونعمل معهم ومع العديد من مقدمي المحتوى إلى توفير تطبيقاتنا للأطفال بشتى الوسائل. شاهدي هذا الفيديو على قناة المفكرون الصغار في يوتيوب: اقرأي أيضا: بين العمل والأسرة…هل تشعرين بالذنب نحو أبنائك؟ أم ترسم لوحات بالطعام لتشجيع طفلتيها على تناوله لماذا يحب الأطفال سماع الحكايات نفسها؟