في بادرة غريبة من نوعها، حلت إمرأة في الصين مكان أختها العروس لتتزوج صهرها بعدما تعذر وصول الأخيرة في الوقت المناسب إلى الحفل كونها لم تتمكن من العثور على تذكرة سفر في موعد الزفاف. ونجح العريس في إقناع شقيقة عروسه بارتداء الفستان الأبيض لتحلّ مكان العروس الأصلية تجنباً لخسارة آلاف الدولارات التي أنفقها لحجز صالة الزفاف، فما كان من الأخت إلا أن قبلت بالزواج "وهمياً" أمام الضيوف، حتى أنها قبّلت العريس. طرافة من شأنها أن تنقلنا إلى عالم آخر من الحضارة الصينية لما يميزها من تقاليد ومراسم تبدأ قبل الزفاف ولا تنتهي إلا بقصّ العروسين خصلة شعر متبادلة تعبيراً عن حبهما الأبدي. فما هي تقاليد وعادات الارتباط والزواج في الصين بعدما تحولت إلى إتيكيت وقوانين لا مفر منها على اختلاف الطبقات والفئات الإجتماعية؟ في ما يلي نفصّل أبرزها وأهمها: خلال فترة الخطوبة، يتبادل أهل العريس والعروس الزيارات حاملين معهم الهدايا التي تكون في غالبيتها هدايا شخصية للعروس والعريس. من تقاليد الزواج في الصين أن تنقل جميع متعلقات العروس إلى بيتها الجديد قبل الزفاف، على أن تعزل العروس لبعض الوقت مع صديقاتها المقربات من أجل توديعها تعبيراً رمزياً عن الحزن وفراق الأهل والأصدقاء. يتم تحديد موعد الزفاف الصيني وفقاً لحسابات فلكية دقيقة. تبدأ مراسم الزفاف في النصف الثاني من الساعة أي عندما تكون العقارب في صعود كرمز للصعود والإيجابية في حياة العروسين المستقبلية. في يوم الزفاف، يقوم والدا العريس بتجهيزه والإنطلاق إلى بيت العروس، ويحملان مبلغاً من المال يتم توزيعه على صديقات العروس المقربات. وإيذاناً من العروسين بالذهاب إلى مكان حفل الزفاف، يركع الثنائي كنوع من طلب الإذن من أهلهما بالذهاب. ويجب عليهما الركوع ثلاث مرات، الأولى للسماء والأرض والثانية للأهل والثالثة هي ركوع الزوجين وجهاً لوجه. من إتيكيت قوانين الزفاف الصينية أن تقوم العروس بتقديم الشاي بنفسها للمتواجدين تقديراً لحضورهم الحفل. تبدأ مراسم الحفل بقطع كيكة الزفاف المكونة من طبقات عدة، على أن يبدأ التقطيع من الطبقة السفلى إلى الأعلى ما يعني التقدم والصعود في العلاقة. يصل الزفاف الى ذروته في الصين عندما تقام مأدبة العرس. ويولي عامة الناس إهتماماً بالغاً بها لأنّها تبرز فخامة الحفل. كما يتعين على العروس أن تلتقط الأطعمة بالعودين بنفسها للضيوف تعبيراً عن شكرها مرة أخرى لحضورهم. ليست كل حفلات الزفاف هي نفسها في الصين من حيث المكان والديكور والطعام، إلا أنّ اللون المشترك في غالبية حفلات الزفاف هو الأحمر الذي يدلّ على المحبة والفرح. كل تفاصيل الزفاف تكون باللون الأحمر مثل بطاقات الدعوة، ومغلفات المبالغ النقدية التي تقدم كهدايا، وحتى فستان العروس وأكسِسواراتها وممر العروسين. داخل غرفة العروسين، يتبادل الثنائي قص خصلة من الشعر ويحفظ كل منهما خصلة الآخر كرمز للعلاقة الزوجية الأبدية. للمزيد: عرائس منَ العالم: هل الجمال نسبي؟ تقاليد الزواج في اثيوبيا: بين يوم السوط والكرم والاختطاف