ستمشي نيكول كيدمان على سجادة "كان" الحمراء الأربعاء المقبل، إذ يفتتح فيلمها "غريس في موناكو" Grace in Monaco، في أولى عروضه، مهرجان السينما المنتظر. وتجسد كيدمان في الفيلم شخصية الأميرة غريس كيلي التي كانت نجمة شهيرة قبل أن تسكن قلب الأمير راينر وتجلس على عرش موناكو. ويبدو أن الفيلم يواجه سوء الطالع قبل أن يعرض، فلا يكفي أنه تعرض للانتقاد الشديد بل والرفض من قبل العائلة المالكة في موناكو، بل إن "غريس في موناكو" يواجه مشكلة على صعيد آخر. إذ يبدو أن النسخة الفرنسية التي أخرجها أوليفير دان لم تلق إعجاب منتج العمل الأميركي هارفي واينشتاين الذي بات مصرا على أن تصدر نسخة أميركية أخرى من "غريس في موناكو" Grace in Monaco . هدد واينشتاين بسحب الثلاثة ملايين دولار التي خصصها لتوزيع الفيلم في الولايات المتحدة مالم يسمح له بإنتاج نسخة محررة بطريقة أخرى للمشاهد الأميركي. وفي الوقت الذي يصرح فيه واينشتاين بعناد هنا وهناك، يظهر المخرج الفرنسي دان بثياب الضحية، مبينا لصحيفة الليبراسيون الفرنسية أول من أمس "من الصواب أن يقاوم المرء من أجل فيلمه، لكن مع موزع أميركي مثل واينشتاين ليس هناك الكثير مما يمكن فعله حقا". وحقيقة الخلاف بين المخرج والمنتج أن الفرنسي دان أخرج قصة حزينة عن الأميرة وأدخل فيها الأوضاع السياسية في منتصف القرن الماضي، بينما أراد المنتج واينشتاين قصة خرافية، شبيهة بقصة سندريلا، عن النجمة التي أصبحت أميرة، قصة رومانسية فقط ليكون تسويقها ونجاحها التجاري مضمونا. من جهة أخرى، كانت العائلة المالكة في موناكو قد انتقدت علانية Grace in Monaco واصفة إياه بالـ"مزيف" وبأن مافيه هو مجرد "هراء". وجاء في بيان أصدرته العائلة المالكة " إن قصر الأمير يود أن يؤكد أنه لا يمكن تحت أي ظرف تصنيف هذا الفيلم بأنه سيرة ذاتية"، مضيفا "لقد تم تحريف الحقيقة لأسباب تجارية". وجاء احتجاج القصر بعد أن قدم الفيلم شخصية الأمير راينر، زوج غريس، باعتباره شخصية متطلبة ومتسلطة وقاسية وبأنه كان غائبا عن حياتها. بينما تظهر الأميرة غريس كامرأة تعيسة في زواجها وحياتها، حتى أنها استشارت محاميا لتطلب الطلاق، ولكنها هددت بأنها لن ترى أبنائها إن هي تركت موناكو. من جهة أخرى يقدم العمل شخصية شقيقة الأمير راينر الأميرة انطوانيت بوصفها متآمرة مع الرئيس الفرنسي شارل ديغول لتستولي على السلطة في بلادها، وهذه مجرد فبركة ليس لها أساس من الصحة في التاريخ. أما النقاد القلة الذين أتيحت لهم فرصة مشاهدة عروض تجريبية من الفيلم فلم يكن رأيهم مبشرا، فقد وصف الفيلم بأنه صعب المتابعة، ويركز على السياسات الفرنسية في منتصف القرن مما يجعله صعب التسويق. وفيما يتعلق بأداء نيكول كيدمان فقد اعتمدت بنسبة كبيرة على الملابس والمجوهرات لتعبر عن الشخصية، بدلا من أن تبذل جهدا لتجعل المشاهد يعيش مع غريس ويفهم حياتها وشخصيتها في موناكو. وتعتبر قصة النجمة غريس كيلي، التي كانت الممثلة المفضلة عند ألفريد هتشكوك، من أجمل قصص الحب في القرن العشرين وأشهرها. فقد وقعت النجمة والأمير راينر في الحب وقررا الزواج، ومن أجل ذلك كان عليها أن تتخلى عن المهنة التي أحبتها وعن فنها. ويروى عنها أنها وحين وصلها الطرد الذي يحتوي على فستان زفافها الشهير بكت وقالت إنها تشعر أنها تنظر إلى كفنها. على أي حال، مهما كان الخلاف بين المخرج والمنتج وأيا كانت احتجاجات العائلة المالكة في موناكو، سيرى الجمهور الفيلم وسيحكم بنفسه... اقرأي أيضا: “رجل الحقيبة” فيلم الجريمة المشوق في صالات السينما حاليا “معلمة الإنجليزي” جوليان مور رومانسية وكوميدية “تحت الجلد” سكارلت جوهانسون كائن غريب يأكل الرجال الأزرق اللون المفضل للعظماء