لفت العراقي سيمور جلال الأنظار خلال مشاركته في الموسم الثاني من برنامج "ذا فويس"، واستطاع أن يكون من المواهب المميزة. وراهن كثيرون على تأهّله للحلقة الختامية، وكان من أقوى المرشحين للفوز باللقب، إلا أنّ الأخير كان من نصيب مواطنه ستار سعد. بدأت علاقة سيمور جلال بالموسيقى باكراً، وتخصّص في العزف على العود، وآلة الساز التركية، وهو خريج "معهد الفنون الجميلة" في بغداد. أصدر عام 2004 ألبوماً طربياً على العود فقط. كما أصدر أغنيتين منفردتين، وكان يحضّر  لألبوم خاص. لكن عقبة الانتاج كانت حائلاً دون إتمام هذه الخطوة. سيمور جلال في حوار خاص لـ"أنا زهرة": يتلقى خريجون كثيرون من مواهب البرامج وعوداً من أعضاء لجنة التحكيم بالمساعدة وتلقيت وعداً من صابر الرباعي، فهل نفّذه؟ بدايةً، أشكر موقع "أنا زهرة" على هذه الاستضافة الجميلة. أما بالنسبة إلى السؤال، فالأستاذ صابر الرباعي انسان قبل أن يكون فناناً ويريد فعلاً مساعدتي والوقوف بجانبي لأنّه يؤمن بموهبتي وصوتي. وقد لاحظنا ذلك من خلال حلقات البرنامج أثناء تشجيعه لي وإعطائي النصائح القيمة التي ساعدتني ليس فقط أثناء البرنامج بل في مسيرتي الفنية الطويلة. أما بالنسبة إلى الوعود التي قدّمها لي، فأنا واثق بأنّه سيفي بوعده. هناك مشروع دويتو بيني وبين الأستاذ صابر الرباعي، لكنّه ليس أكيداً. أتمنّى أن يتحقّق في المستقبل القريب إن شاء الله. بعدما أديت سابقاً قصيدة "ناعسة الجفون"، هل فكرت في الغناء بالفصحى مرة أخرى؟ "ناعسة الجفون" من الأغاني العزيزة جداً على قلبي وهي من كلمات وألحان الموسيقار العراقي الكبير الأستاذ سالم حسين الأمير عازف القانون في فرقة الأستاذ المرحوم ناظم الغزالي. بالنسبة إليّ، التنويع في الألوان الغنائية من أهم الأمور في مشواري الفني. الغناء بالفصحى هو واحد من الألوان المهمة لي، وبالتأكيد سأقدم أعمالاً بالفصحى في المستقبل تليق بذائقة الجمهور العربي. قلت في حوار عام 2007 إنّك لن ترضى عن نفسك ما لم تحقق هدفك المنشود وتتذوق طعم النجاح الحقيقي. هل أصبحت راضياً بعد تجربة "ذا فويس"؟ وما هو هدفك؟ وهل تحقّق؟ رضاي عن نفسي لا يتحقّق بالشهرة فقط. هناك أهداف كثيرة لم أحقّقها حتى الآن. فمن أهم الأمور لي أن أنتج أعمالاً تعيش لمدى طويل من الزمن. أما بالنسبة إلى أهدافي في الحياة، فهي أن أصل الى الشهرة العالمية وأستغلّ مهنتي كمطرب وموسيقي في أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين في العالم. كانت لديك فرصة اختيار ابن بلدك كاظم الساهر بعدما التفت إليك المدربون الأربعة وهو منهم، وأثنى عليك في البرنامج لكنك فضلتَ اختيار صابر الرباعي، لماذا؟ أنا معجب بـ "القيصر" كاظم الساهر منذ الصغر. وحين كان عمري 8 سنوات، كنت أردّد أغنياته المشهورة في ذلك الوقت مثل "عبرت الشط" التي غنيتها في البرنامج و"غزال وما يصيدون" وغيرهما من الأغاني الرائعة للقيصر. وهذا دليل على أنّه ليست لديّ مشكلة مع الأستاذ كاظم الساهر. لكن كانت هناك مشكلة وحيدة وكبيرة ألا وهي العدد الكبير للمشتركين العراقيين في البرنامج هذه السنة. اختباري كان في اليوم الرابع من أيام الاختبارات الخمسة. وكان عدد المشتركين العراقيين الذين اختاروا الأستاذ كاظم 5. عندما دخلت الاختبار، لم أستطع اختياره كي لا أتنافس مع إخواني المشتركين العراقيين ولكي تكون لدينا أكبر فرص للوصول الى حلقات متقدمة في البرنامج. كذلك، فاختياري للأستاذ صابر الرباعي لم يكن اعتباطياً. أنا شخصياً معجب بأمير الطرب صابر الرباعي وبفنه الراقي. حتى إنّني تعلمت العزف على آلة الكمان لأنّي شاهدت الأستاذ صابر في أحد اللقاءات التلفزيونية وهو يعزف على الكمان. وهذا دليل على محبّتي العميقة له مثلما هي عميقة للقيصر كاظم الساهر. فنانون كثيرون يتنكّرون للهجات بلدانهم بعد الشهرة. فهل تنوي دخول موجة المنافسة الخليجية أم أنّ سيمور قرر الحفاظ على خط الغناء العراقي؟ برأيي، فإنّ الهوية الفنية مهمة جداً للفنان. أما التنويع في الألوان الغنائية، فأعتبره أهم لأنّه يؤسس للفنان قاعدة جماهيرية كبيرة وهو يحاكي كل المجتمعات عن طريق تلوينه في الغناء. وسوف أركز على الغناء العراقي والخليجي، لكن مع التنويع في الألوان كالمصري والمغربي واللبناني. يرى بعضهم أنّك تشبه الممثل التركي كنان. الى أيّ مدى ترى أنك تشبهه خصوصاً أنك تحب التمثيل؟ وهل يمكن أن تخوض هذه التجربة لو عرض عليك دور سينمائي؟ لا أعلم مدى شبهي بالممثل التركي كنان. لكن هناك الكثير من الناس والمعجبين الذين يشبّهونني بكنان، وهذا ليس سيئاً لأنّه شاب وسيم وشخصية جميلة. أما بالنسبة إلى التمثيل، فلديّ بعض الخلفيات البسيطة التي تعلّمتها في معهد الفنون الجميلة في بغداد. أنا من المعجبين بفن التمثيل والمسرح ولن أتردد في حال عرض عليّ التمثيل في مسلسل أو فيلم. لكن يهمني جداً أن تكون قصة المسلسل أو الفيلم اجتماعية هادفة. دعمتك أصالة بتغريدات كثيرة والتقطت صورة مع هيفا وهبي في زحام الفنانات المشجّعات لك. أي نجمة يرغب سيمور في الغناء معها ولماذا؟ طبعاً، وجهت رسالة شكر للفنانة الرائعة أصالة نصري وللفنانة سلمى رشيد على تشجيعهما ودعمهما لي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.  أما الفنانات اللواتي أتمنى الغناء معهن، فهن كثيرات منهن أصالة نصري، ويارا،  وأسماء المنور، وشيرين عبد الوهاب، وكارمن سليمان، وآمال ماهر، وهدى سعد، وبلقيس... تفوقت في مواقع التواصل الاجتماعي على الفائز ستار سعد من حيث عدد المعجبين لكنّ ذلك لم يكن كافياً للفوز، لماذا برأيك؟ أولاً، فوز أخي ستار سعد يعني فوزي أنا شخصياً. ثانياً، ليست هناك أي علاقة بين عدد المعجبين في مواقع التواصل الاجتماعي وبين نسبة التصويت في البرنامج. فالفوز قائم على التصويت المكثف. على سبيل المثال، يستطيع شخص واحد بعث 1000 رسالة أو أكثر، فتعتبر 1000 صوت وهي بالتالي من شخص واحد فقط. ذلك يعني أنّ نسبة التصويت العالية أو غير العالية في البرنامج لا تحدد مدى جماهيرية المشترك في أي برنامج غنائي. اشتكيت سابقاً من عدم توافر شركات إنتاج عراقية لدعم الفنان العراقي، فهل اختلفت الموازين حالياً وحقق البرنامج هذا الدعم؟ وهل هناك مشاريع جديدة؟ من المؤكد أنّ برنامج "ذا فويس" قدم لي الشهرة الواسعة وأوصلني الى كل بيت عربي، وأسّس لي قاعدة جماهيرية واسعة في الوطن العربي خلال فترة وجيزة لا تتعدى ثلاثة أشهر. هذا بحد ذاته نجاح كبير ومهم، لكن المحافظة على النجاح هي النقطة الأهم. وعليه كفنان، أبذل ما بوسعي للتواصل الدائم مع الجمهور. أما بالنسبة إلى مشاريعي القادمة، فأترك جوابي للمفاجأة إن شاء الله. شبّهت الفن العراقي بزهرة يفوح منها العطر، فماذا ينوي سيمور أن يقدّم لهذه الزهرة لكي تبقى متفتحة؟ زهرة الفن العراقي كانت ولا تزال وستبقى متفتحة إن شاء الله لأنّ الفن العراقي أصيل وشامخ وعريق، ولا بد لي من تقديم أعمال فنية تليق بسمعة بلدي العراق. سأحاول أن أنقل الصورة الجميلة لأصالة الفن العراقي وشموخه الى كل بقعة في العالم بإذن الله. لو عاد الزمن الى الوراء، ما هي الأشياء التي تتمنى أن تلغيها من حياتك الفنية؟ وهل ندمت على دخول البرنامج بعدما خسرت اللقب؟ لو عاد بي الزمن الى الوراء،  لألغيتُ الحياة التعيسة والمصاعب التي واجهتها في بداية مشواري الفني قبل سنوات. أما بالنسبة إلى دخولي برنامج the voice، فأعتبره من أكثر القرارات الصائبة التي اتخذتها في حياتي الفنية. لم ولن أندم أبداً على مشاركتي في البرنامج. اللقب ليس مهماً بالنسبة إليّ بقدر محبة الناس ودعمهم ومساندتهم لي ولفني. هل تابعت الموسم الأول من "ذا فويس"؟ ومَن كنت تشجع؟ نعم تابعته بشكل كامل، وكان يضمّ أصواتاً جميلة ورائعة. هناك أصوات عدة كنت أستمتع بها مثل لمياء الزيدي، وقصي حاتم، ويسري محنوش، ومراد بوريقي، وفريد غنام... هل تابعت الموسم الثاني من  أراب آيدول" والحالة التي أثارها محمد عساف. كثيرون يرون أنّه لن يأتي أحد بنجومية  عساف في برنامج مواهب؟ هل كنت تتمنى لو شاركت في "أراب آيدول" بدلاً من "ذا فويس"؟ محمد عساف فنان راقٍ بصوته وأخلاقه. شخصياً، أنا من المعجبين بصوته وقلت له هذا الكلام عندما التقيت به في بيروت، وبالتالي فهو يستحق هذه النجومية بجدارة. أما في ما يتعلق ببرنامجي "ذا فويس" و"أراب آيدول"، فهما ناجحان بشكل عام. لكن هناك اختلاف بينهما. "أراب آيدول" مخصّص للمواهب الخام والجديدة على حد علمي، و"ذا فويس" مخصّص لأشخاص يمتهنون الغناء والموسيقى، ويملكون باعاً وخبرة في مجال الفن والغناء. بالنسبة إليّ، فطريقة تقديم الفنان للمشاهد في برنامج "ذا فويس" ذات هيبة مميزة. أضف إلى ذلك ما يتمتع به المدرّبون الأربعة من تاريخ فني كبير في مجال الموسيقى والغناء. وهذا هو سبب اختياري المشاركة في "ذا فويس". ما علاقتك بالمعجبين وخصوصاً المعجبات؟ وهل لديك مهووسات؟ علاقتي بالفانز علاقة صداقة رائعة. أحاول دائماً إزالة الحواجز بيني وبينهم، ولا أتعامل معهم كفنان مع جمهوره. بالعكس، تعاملي معهم تعامل صديق أي بشكل عفوي. أما بالنسبة إلى المهووسات، فلكل فنان مهووسات، وهذا أمر طبيعي جداً. ما هي مشاريع سيمور جلال الفنية المستقبلية؟ هناك مشاريع كثيرة لكني أتركها مفاجأة باذن الله.