يعدّ السكري من أكثر الأمراض شيوعاً في المجتمعات الحضرية بسبب اعتماد الانسان المعاصر على الرفاهية وعلى عادات غذائية غير صحية كالوجبات السريعة. صحيح أنّه لا يمكن الشفاء من السكري، إلا أنه يمكن التأثير على مسار المرض والحدّ من عواقبه الوخيمة من خلال أسلوب حياة صحي يقوم على تناول المواد الغذائية الصحية والإكثار من الأنشطة الحركية والرياضة التي تعد بمثابة طوق النجاة من السكري. وقال البروفيسور الألماني الاختصاصي في الغدد الصماء رالف لوبمان إنّ السكري أحد أمراض التمثيل الغذائي المزمنة التي لا يمكن الشفاء منها بشكل نهائي. وصحيح أنّ هذا المرض يرتبط بعوامل وراثية، إلا أنّ زيادة الوزن ونقص الحركة والتقدم في العمر تندرج ضمن العوامل المحفزة للإصابة به أيضاً. من جهته، قال البروفيسور الألماني أندرياس فريتشه إنّ زيادة الوزن تعدّ من أهم عوامل الخطورة الأساسية المؤدية إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني، لافتاً إلى أنّ السبب الرئيس للإصابة به يكمن في اضطراب إفراز الأنسولين في خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس. وأشار اختصاصي طب التغذية والوقاية فريتشه إلى أنّ الأنشطة الحركية تعمل على التخفيف عن خلايا بيتا؛ ومن ثمّ التأثير إيجاباً على إفراز الانسولين فيها، ما يُسهم في تقليل جرعة الأدوية التي يتم تناولها. ويشاطره اختصاصي الغدد الصماء لوبمان الرأي، مؤكداً أنه يمكن التأثير على مسار السكري بشكل فعّال من خلال اتباع أسلوب حياة صحي يعتمد على الأطعمة الصحية مع ممارسة الأنشطة الحركية. وتعمل الخلايا العضلية على حرق كميات أكبر من الطاقة وامتصاص كمية أكبر من الغلوكوز (السكر) بفعل الحركة. ولهذا الغرض، أوصى لوبمان بممارسة إحدى رياضات قوة التحمل، مثل الجري أو المشي الشمالي (باستعمال العصي) أو ركوب الدراجات والمشي العادي، 3 مرات أسبوعياً لمدة تراوح بين 20 إلى 30 دقيقة في كل مرة، ثم زيادة هذا المعدل بصورة مستمرة. وأشار لوبمان إلى أنّ إدراج الأنشطة الحركية في إطار الحياة اليومية يسهم أيضاً في خفض نسبة السكر في الدم؛ إذ يمكن مثلاً صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد الكهربائي أو استقلال الدراجة الهوائية بدلاً من السيارة أو النزول من الحافلة في المحطة التي تسبق محطة الوجهة واستكمال المسافة المتبقية سيراً على الأقدام.