صدر حديثا عن دار الساقي اللبنانية كتابا مترجما بعنوان "كيفما فكرت فكر العكس" للبريطاني بول آردن. كان آردن قبل أن يكتب هذا المؤلف الذي اعتبره كثيرون ملهما، يعمل في وكالة إعلان كأحد أكثر مصممي الإعلان إبداعا في المملكة المتحدة، كما انتقل للعمل مه جاليري ساتشي آند ساتشي الشهير في لندن، قبل أن يفتتتح جاليري خاص به يعرض أعمال التصوير الفوتوغرافي الفنية. يتناول آردن في الكتاب رحلة أي إنسان في العالم مع قرارات حياته، وكيف أن بعض القرارات الخاطئة لا تضر بل على العكس تنفع. ويقول آردن إن الشخص الوحيد القادر على صياغة حياتك وتصحيحها هو أنت، فأنت من تقرر من تريد أن تكون. وينصح آردن من تجربته الشخصية أن يتخذ المرء في طريق حياته الدروب التي تجنبها كثير من الآخرين، فالحكمة أحيانا في خوض المجازفة، والمغامرة قد تعود علينا بالكثير، ويبين إنه حتى لو فشلنا في تجربة ما، فهذا لا يهم لن يقطع أحد لنا يدا ولن نموت من الفشل، علينا أن نحاول من جديد. يتميز الكتاب بحس آردن الجميل في الدعابة وطريقته البسيطة والواضحة في تقديم افكاره للقراء مهما اختلفت مستوياتهم واهتماماتهم. فالكتاب يمس كل انسان وهو موجه لكل شخص يريد تغيير حاضره وأن يجعل من حياته شيئا مختلفا. ويذهب آردن إلى أن المجازفة هي الأمان في الحياة، ويفسر لماذا اللاعقلانية أفضل من العقلانية. فالسرّ في امتلاك الثقة لرمي النّرد واللعب مع الحياة. الكتاب مليئ بالطاقة الإيجابية التي تحمس أي قارئ على أن يفتح صفحة جديدة مع حياته. "كيفما فكِّرت، فكِّر العكس" يغزو رؤيتنا للعمل والعالم حولنا. بدلاً من النصيحة المملّة المعتادة، يقدّم بول آردن سخرية جريئة، أقوالاً مأثورة، ومفارقات. يصوّبها على "فطرتنا" ليحثّنا على مراجعتها. فمهما كانت السلعة التي تبتغي تسويقها، ومهما كان ما تديره أو تشتريه، هناك ما يلهمك آردن به من خلال أفكاره الفريدة. يعرف كتاب "كيفما فكِّرت، فكِّر العكس" القارئ على أفكاره الراسخة والتي اعتقد أنها لن تتغير، لكي يعيد اكتشافها ويمتلك الثقة ليُقدِم على مجازفات أكبر والتمتع بالحياة أكثر.