تتمتع جزيرة فرناندو دي نورونيا البرازيلية بشهرة كبيرة على خريطة السياحة العالمية؛ حيث تعد هذه الجزيرة، التي تشتهر باسم "جزيرة الزمرد"، جنة طبيعية للغوص وركوب الأمواج، كما أنها تزخر بالشواطئ الرملية الناعمة وتعج بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تأسر الألباب. وقد اكتشف البحار الإيطالي أمريغو فيسبوتشي هذه الجزيرة البركانية الصغيرة خلال رحلاته العديدة إلى العالم الجديد. وقد وصف البحار الشهير هذه الجزيرة عندما شاهدها لأول مرة في عام 1503 بأنها جنة بديعة؛ حيث أنها تضم بين جنباتها أعداداً لانهائية من الأشجار والشجيرات والطيور الجميلة، بالإضافة إلى مياهها الصافية الرقراقة. ولا تزال الجزيرة تتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة كما وصفها أمريغو فيسبوتشي قبل أكثر من 500 عام. وفي واقع الأمر تضم هذه المنطقة 21 جزيرة صغيرة أكبرها تحمل اسم فرناندو دي نورونيا، وهي الوحيدة المأهولة بالسكان. وتبعد هذه الجزيرة البديعة حوالي 300 كيلومتر عن اليابسة، وتكثر بها النباتات الاستوائية والتكوينات الصخرية الغريبة، وتم اختيارها لتكون المكان المثالي لتصوير أحداث فيلم المغامرات روبنسون كروزو. شواطىء خلابة وتزخر جزيرة فرناندو دي نورونيا بالعديد من الشواطئ الخلابة ذات الرمال الناعمة، ومن أجملها شاطئ "برايا دو سانشو" الذي يمتاز برماله البيضاء كالثلج ويتخذ شكل نصف دائرة كاملة ويحيط به منحدرات عالية يصل ارتفاعها إلى 50 متراً، وتغطي هذه المنحدرات النباتات والشجيرات الاستوائية. ويزهو المحيط الأطلسي هنا بمياهه الزرقاء الفيروزية الصافية. وبالرغم من كل هذه المناظر البديعة إلى أن شاطئ الأحلام هذا يبدو خاوياً من السياح، إلا من بعض قوارب الرحلات السياحية التي ترسو هنا في طريق عودتها من رحلة مشاهدة الدلافين، وترسو القوارب هنا، كي يتمكن السياح من الاستمتاع بالسباحة والغوص لمدة نصف ساعة. ونظراً لصعوبة الوصول إلى هذا الشاطئ عبر اليابسة فإن أغلب السياح يفضلون الاستمتاع بالشاطئ من منصات المراقبة فوق سطح السفن والقوارب السياحية. ويساهم سكان الجزيرة الذين يقل عددهم عن 3000 نسمة في الحفاظ على الطبيعة الساحرة بالجزيرة؛ بشكل يندر وجوده في أي مكان آخر في العالم، حيث لا توجد أي مظاهر للقمامة في أي مكان أو أية تعديات للمباني على الطبيعة، كما يُحظر الصيد في كل المواقع تقريباً بالجزيرة، بالإضافة إلى قلة أعداد قوارب الرحلات السياحية، وتعمل كل هذه العوامل على زيادة الحفاظ على البيئة. وقد قامت البرازيل في عام 1988 بإدراج 20 جزيرة صغيرة بالإضافة إلى ثلثي الجزيرة الرئيسية تقريباً كمحمية طبيعية، وشهد عام 2002 إدراج منظمة اليونسكو هذه الجزر والمياه المحيطة بها ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي. ويمكن للسياح في رحلات الغوص الاستمتاع بمشاهدة الأحياء البحرية في مياه المحيط الصافية والدافئة التي تبلغ درجة حرارتها 25 مئوية، وتزخر المياه الضحلة، التي تتيح إمكانية الرؤية بوضوح حتى 50 متراً، بالعديد من الأسماك الاستوائية الملونة مثل الموراي والمانتا والباركودا. وأوضح مدرب الغوص بمركز أتلانتس للغوص بالجزيرة قائلاً: "تزخر هذه المنطقة بما يصل إلى 18 نوعاً مختلفاً من الشعاب المرجانية و250 نوع من الأسماك، بالإضافة إلى العديد من حطام السفن الغارقة التي تمثل ملجأً آمناً للأسماك المختلفة. دلافين دوارة وبالرغم من كل ذلك فإن الدلافين تعتبر هي أشهر الأحياء البحرية بالمنطقة المحيطة بجزيرة فرناندو دي نورونيا، لدرجة أنها تُعرف باسم جزيرة الدلافين في البرازيل، ولا سيما أنها تشتهر بمجموعة فريدة من "الدلافين الدوارة"، وبالتالي فإن الجزيرة تعتبر من أشهر مواقع الغوص على مستوى العالم، حتى أنه يمكن للسياح مشاهدة المئات من الدلافين أثناء قفزها في الهواء من القوارب السياحية. وبالإضافة إلى ذلك فإن الدلافين من نوع "غولفين هوس روتادوريس"، التي انقرضت من مناطق كثيرة حول العالم، وجدت لها ملجأً آمناً في المنطقة المحيطة بجزيرة فرناندو دي نورونيا، وخاصة في خليج بايا غولفين هوس، الذي يوفر لها بيئة مناسبة للتزاوج والاسترخاء؛ حيث تم رصد أكثر من ألف دولفين في هذا الخليج في نفس الوقت. غير أن الدلافين الدوارة لم تعد تظهر في الخليج لمدة خمس ساعات كما كان الوضع في السابق، ولكن يقتصر ظهورها حالياً على ساعتين فقط. وتتزاوج الدلافين في هذه المنطقة وترفع أطفالها عالياً، وتقوم ببعض الألعاب البهلوانية في الهواء، وغالباً ما تكون القوارب السياحية على مقربة من هذه المشاهد البديعة. ولهذا السبب فإن هيئة حماية الدلافين توفر خدمة مرافقة علماء الأحياء البحرية للسياح مجاناً في منصات المراقبة خلال ساعات الصباح الباكر، ويتمكن السياح من خلال هذه المنصات من مشاهدة الدلافين جيداً خلال عودتهم إلى الخليج مرة أخرى من رحلة الصيد الليلية. اقرأي أيضا: فصل الربيع في واشنطن سياحة تجميلية: عملية سندريلا للمهووسات بأقدامهن الأردن يصنف كأفضل وجهة للسياحة