من الأمور التي تزيد جسد المرأة غموضا بالنسبة للرجل فترة الحيض. فهي من الفترات التي تتغير فيها رائحة الجسد وطباع المرأة ويتأرجح مزاجها وقد تصاب بارتفاع الحرارة والتوتر أو الكآبة والعصبية. إنها حالة خاصة ليس للرجل مدخل عليها، ولا يستطيع أن يفهم مشاعر المرأة خلالها إلا إذا تحدثت إليه، وأخبرته أن سبب تقلباتها ليس هو، بل إنها تمر بفترتها الشهرية الخاصة. ولتاريخ الحيض مع المرأة حكاية طويلة طول التاريخ وستدهشك قدرة النساء الأوائل على ابتكار طرق لحماية أنفسهن وكيف كانت نظرة المجتمع للمرأة أيام الحيض. الحقيقة الأولى: كانت المرأة الفرعونية تستخدم ورق البردي بدلا من "أولويز" اليوم. أما اليونانيات فقد كن يستخدمن نشارة الخشب الملفوفة بقماش. وكانت نساء الإمبراطورية البيزنطية يستخدمن قطعا من الصوف. كما تبين السجلات والرسومات أن النساء كن يلجأن للاسفنج البحري وورق الطحالب والعشب وكذلك جلود الحيوانات وبقايا صوفها. الحقيقة الثانية: حتى العام 1831 لم يكن أحد يربط بين الإباضة وفترة الحيض، بل كان الناس يعتقدون أن المرأة تحيض لأنها تصاب بعواطف هستيرية ولا بد من نزول الدم لكي تبرد انفعالاتها وتهدأ. ولكن كان الفضل للطبيب الفرنسي شارلز نيجريه الذي حلل العلاقة بين الإباضة والدورة الشهرية. الحقيقة الثالثة: كانت النساء في القرن التاسع عشر، حتى في منطقتنا العربية، يعتقدن أن الاستحمام أثناء الحيض يضر جسد المرأة، ويسبب انقطاعه من دون أن يتخلص الرحم من الدماء كلها. لذلك كن يمتنعن عن الاستحمام حتى آخر يوم. الحقيقة الرابعة: كانت النساء في أوروبا وحتى القرن التاسع عشر يمنعن من الذهاب للعمل فترة الدورة الشهرية إن كان للعمل علاقة بالأغذية، كالبقالة أو المطاعم أو معامل السكر. ويمنعن كذلك من دخول المطبخ أو الطهي، إذ كان يعتقد أن المرأة تكون ملوثة وتفسد الطعام إن هي لمسته. وكانت المجلة البريطانية الطبية أصدرت بيانا سنة 1878 طلبت فيه منع النساء من الاقتراب من اللحوم أثناء فترة الطمث. الحقيقة الخامسة: في العام 1870 صنعت أول فوطة صحية في العالم، وكان الفضل في ذلك لاكتشاف المطاط. وكانت الفوط على شكل سراويل أو مآزر مطاطية. الحقيقة السادسة: بدأت الفوط الصحية بالانتشار ولكنها كانت كبيرة طبعا، وصارت بأحجام مناسبة سنة 1927، حيث أصدرت جونسون آند جونسون فوطا صحية باسم موديس. وظلت الفوط كبيرة نسبيا حتى الثمانينات من القرن العشرين، حين ابتكرت جونسون آند جونسون مرة أخرى أول فوط صحية صغيرة الحجم ومريحة..واشتهرت كذلك علامة سندريلا والآن أصبحت تشتهر علامة أولويز. وأصبحت الفوط الصحية كل يوم تصغر وتصبح أخف وأكثر راحة...يالرحلة النساء مع هذه المشقة!