كان من المفترض أن تلعب جوليا روبرتس هذا الدور، ولكن من حسن حظنا نحن المتفرجين أنها لم تفعل، فعلى الأرجح أنها كانت ستكرر أدائها في فيلم "Love Eat Pray" بسبب تشابه المنطق الذي يجمع حكاية فيلم "Tracks" مسارات بفيلم "أحب كُل وصلِّ". ومن حسن حظ المتفرج أيضا أن الدور كان من نصيب النجمة الصاعدة ميا فاسيكوفسكا، فقد منحت بهذا الفيلم فرصة في الخروج من بطولة أفلام المراهقين لتقدم دروا لشخصية واقعية معقدة، ومن أجل هذا الدور أعطت أفضل ما عندها. يروي فيلم مسارات Tracks حكاية روبين ديفيدسون مستندا إلى مذكراتها. وكانت ديفيدسون قررت أن تقطع ألفي ميل في صحراء استراليا وصولا إلى المحيط الهندي، برفقة أربعة جمال والكلب صديقها الوفي. وفي العام 1977 بدأت ديفيدسون في رحلتها الغير متوقعة وكتبت هذه التجربة لامرأة وحيدة وشابة تقطع الصحراء. وكان الدافع من خلف هذه الرحلة مجهولا وغامضا حتى بالنسبة لديفيدسون نفسها. تريد أن تجد نفسها، أو تريد أن تضيع. تبحث عن العزلة أم عن الاكتشاف. تريد الاختفاء في هذه الصحراء أم الشهرة من وراء التجربة. هل هي هاربة من صحبة البشر ولماذا؟ لم يحد مخرج العمل جون كوران عن خط الكتاب الرئيسي والطريقة التي سردت بها ديفيدسون الحكاية، لكنه استمتع وابتكر بالتأكيد بتصوير كل مشهد من هذه التضاريس الأخاذة التي أطلت عين المشاهد عليها من خلال الكاميرا. متنقلا بين السلام الذي يمنحه صمت الصحراء ورحابتها والخوف الذي تتركه في المسافرة الوحيدة فيها. صعوبة التحكم بجمالها ولقائها بالغرباء وكيف تتصرف في مواقف كثيرة صعبة وتكاد تكون قاتلة ومهلكة كالعواصف وفقدان الجمال ونقص المياه. ثم لقاءها بمصور ناشونال جيوغرافيك ريك سمولان. فيلم "Tracks" من الأعمال الملهمة لكثيرين ولا سيما النساء عاشقات المغامرة. وهو يقول الكثير عن عزلة الإنسان والوحشة والعلاقة بالمكان والطبيعة وضرورة التأمل في العالم، وحاجة كل منا إلى فترات متقطعة من الجلوس مع النفس والانفراد بها. شاهدي مقاطع من "Tracks" على الرابط التالي: اقرأي عن المزيد من الأفلام: “معلمة الإنجليزي” جوليان مور رومانسية وكوميدية “المهاجرة”:السحر والاحتيال والإيمان في قصة حب مستحيلة “المرأة اللامرئية”: حكاية عشيقة ديكنز بإخراج رالف فينيس