هناك كثيرٌ من الأطفال لا يُصابون بكلل أو ملل من سماع الحكاية نفسها، ومن ممارسة نفس اللعبة باستمرار. حتى إن كانوا يحفظون القصة عن ظهر قلب، وحتى إذا كانت هذه اللعبة مجهدة بالنسبة للأشخاص البالغين في بعض الأحيان. لكن هذه الطقوس المتكررة تعتبر مهمة جداً بالنسبة للأطفال.

إذ يوضح خبراء التربية أن التكرار يمنح الأطفال الأمان والطمأنينة، وبأن هناك ألفة بينه وبين الشخصيات القريبة منه. وبهذا يمكنك أيضا استكشاف ذكاء طفلك وقدرته على إدراك أي تغيير تقومين به في الحكاية.

فضلاً عن أن التكرار يخلق مساحة لإطلاق العنان لخيالهم وتصوراتهم. والوعي بهذا الأمر يساعد الآباء على تكبد مشقة تكرار القصص والألعاب المفضلة لدى الأطفال.

 وبالإضافة إلى ذلك تختلف وجهة نظر البالغين عن الأطفال في الألعاب، فبينما يمارس الأب والأم اللعبة عن ظهر قلب وبشكل معتاد ليس فيه إثارة، فإن اللعبة لا تفقد سحرها بالنسبة للطفل حتى بعد اللعب مرات كثيرة. والحكاية لا تفقد عنصر التشويق مهما أعيدت قراءتها.

 وفيما يتعلق بالقصة فيمكن أن يتناوب الأب والأم في روايتها، كي لا تقع مهمة التكرار على أحدهما دون الآخر.

كما ينبغي ألا يضطر الآباء للعب مع الأطفال، حيث يتعين عليهم في حالة عدم وجود رغبة في اللعب، بإخبار الطفل بذلك صراحة وتوضيح الأمر له. ويمكن للآباء أن يعبروا عن ذلك بأن يقولوا مثلاً :"ليس لدي رغبة اليوم في اللعب، وهيا بنا نفعل شيئا آخر"، أو :"أنا متعب جداً اليوم، ولا يمكنني اللعب معك". أو "سيقرأ لك بابا الحكاية بدلا مني اليوم فأنا أشعر بالإرهاق من العمل".

ومن الأمور المهمة للغاية أن يحرص الآباء على ألا تتسبب هذه الكلمات في جرح مشاعر الطفل.

اقرأي أيضا: 

سينما مصنوعة من الكراتين: بطولة الطفل وإخراج الأبوين!

أنت وعائلتك في المطبخ: كيكة جوز الهند بالقشدة