تعد متلازمة القولون العصبي من أمراض الجهاز الهضمي الشائعة في وقتنا الحاضر بسبب ضغوط العمل وإيقاع الحياة المحموم. وعلى الرغم من أنّ هذه المتلازمة ليست خطيرة بحدّ ذاتها ولا  تؤدي إلى مرض خطير مستقبلاً، إلا أنها مزعجة للمريض. ومع ذلك، يمكن للمريض تجنب المتاعب الناجمة عنها من خلال تعديل نظامه الغذائي والابتعاد عن مواقف التوتر العصبي. وقال اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الألماني ريتشارد ريدش إنّ متلازمة القولون العصبي لا تنطوي على مخاطر صحية كبيرة؛ ولا تؤدي إلى الإصابة بأمراض سرطانية أو التهابات في أعضاء الجهاز الهضمي، وإن كانت تتسبب في خضوع المريض لبعض القيود في حياته الشخصية والعملية، ما يحدّ من استمتاعه بجودة الحياة. ويلتقط اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الألماني مارتن شتراوخ طرف الحديث ويقول: "يعدّ عدم انتظام عملية التبرز أكثر الأعراض المميزة لمتلازمة القولون العصبي مثل الإصابة بإسهال وتقلصات في البطن وكذلك إمساك ونوبات انتفاخ وخروج غازات". وأردف شتراوخ أنّ التعرض لضغوط عصبية في العمل مثلاً أو في الحياة الخاصة، يؤدي إلى ازدياد هذه الأعراض شدةً، موضحاً: "يرتبط هذا المرض بالمشاكل الحياتية. وفقاً للمواقف التي يمرّ بها المريض، قد يتراجع لديه الشعور بالمتاعب أو يختفي تماماً أو يظل مستمراً". ويلتقط الطبيب الألماني ريدش طرف الحديث، مؤكداً أنه ينبغي للطبيب مساعدة المريض في تعلم كيفية التعامل مع مرضه من خلال إدخال بعض التعديلات على أسلوب حياته، خصوصاً نظامه الغذائي، بمجرد أن يتحقّق من أنها إصابة في القولون العصبي بعد إجراء المنظار. وأوضح ريدش: "من الأفضل أن يتبع هؤلاء المرضى نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على الأطعمة سهلة الهضم ويقوم على الخضروات والفواكه مثلما يشتمل على اللحوم والدواجن".