تجربة مريرة مرت بها تلك الزوجة البالغة من العمر 20 عاما مع زوج يعاني من شبه التوحد. فهو إذا ثارت أعصابه كسر كل شيء وقد حاول إيذاء نفسه وإيذائها هي عدة مرات. ولا يحس بما يقع منه. وأما هي ففتاة عاقلة متكلمة ولبقة واجتماعية. فتعجبت عندما جاءت تشتكي منه وتريد الطلاق سألناها : ولماذا هذا الاختيار من البداية؟ فالفروق بينكما واضحة صحيا وعقليا ونفسيا. قالت: الفلوس هو عنده فلوس. وأي بنت اليوم تتمنى أن تعيش مرفهة مرتاحة عندها خادمة وسيارة. قلت لها: وهل نفعتك ذلك؟ قالت: كنت في غفلة كبيرة ولكن أهلي غصبوني عليه. قلت: لماذا؟ قالت : طمعا أيضا في الفلوس لأن وضعنا المادي ضعيف. ولكني اليوم كرهته وكرهت فلوسه وكل حياتي معه ضرب وسب وإهانة وطرد بقميص نومي خارج البيت. وتكسير ومحاولات انتحار لقد ارتكبت جريمة في حق نفسي بهذا الزواج. فلتذهب فلوسه للجحيم لا أريده وأريد طلاقي. لقد عرفت اليوم أن السعادة ليست في مال وخدم وسيارات إنما السعادة هي الاستقرار مع إنسان عاقل حنون طيب يحترمني وأحترمه هذه تساوي كنوز الدنيا وما عرفت إلا بعدما جربت . أعرفت لماذا عزيزتي نقلت إليك تلك الكلمات على لسان صاحبة المسألة ؟ لأنقلها رسالة لكل أب وأخ أراد تزويج ابنته زواج مصلحة كأنه صفقة. أقول لهذا الولي: راقب الله في ابنتك وأختك ولا تبع سعادتها وحياتها من أجل دراهم معدودة. وإلا ستدعو عليك طوال عمرها بسبب التعاسة التي حلت بها وأنت مسئول عنها امام الله والشرع والقانون.   وأنت أيتها البنت والأخت الغالية احذري أن تختاري بناء على المادة. فالمادة لا تحقق سعادة وحدها فكم من أسر تعيش بفلل وبيوت عالية لكنه تفتقر للحب والسعادة. وكم من بيوت فقيرة متواضعة لكنها تغمرها السعادة والألفة. فهذا بيت النبوة كان قليل الأثاث والفراش والمتعة لكنه كان كثير الحب والعطاء الأسري وكذلك كل بيوت الصحابة والمحبين .   أختي المقبلة على الزواج ضعي الدين شرطا أساسيا في قبول شريك الحياة، ثم الخلق والقدرة المادية لأنه لا غنى عنها. لكن لا تجعلي الدنيا أكبر همك ولا مبلغ علمك فالأخلاق والدين تحميك من الظلم والقهر وضياع الحقوق. فمن خاف ربه خاف الناس فيه ولا تختاري إلا من تشعرين معه بالتفاهم والانسجام النفسي والفكري والثقافي.   أخيرا احذري في اختيارك لشريك الحياة أن تضحى بالجانب الصحي والعقلي، طمعا في المال. فهذه جريمة في حقك نفسك وحق ذريتك من بعدك. وقد ينقص هذا من عمر الزواج وتلجأين بسبب تصرفاته اللامعقولة لطلب الطلاق فيما بعد ويكفيك عبرة ما قالته صاحبة المسألة وما تعانيه اليوم من ندم على اختيارها الغير مبني على أسس .   اقرأي المزيد من القصص الواقعية: قصة واقعية: زوجي ملأ البيت بأعمال السحر قصة واقعية: سيدي القاضي احكم على طليقي بالحب  فن التحول بالمكياج..شابة تصبح فرانك سيناترا