يعد الهربس الفموي من الأمراض الجلدية الفيروسية المزعجة. إذ يؤدي إلى انتشار البثور والتقرحات حول الفم ويشوّه مظهر الوجه الجمالي. للحيلولة دون تدهور الحالة المرضية، ينبغي أن يخضع المريض للعلاج على وجه السرعة، مع الالتزام بشروط النظافة والرعاية الصحية؛ نظراً إلى سهولة انتشار المرض وانتقال العدوى. وأوضح البروفيسور توماس ميرتينز، رئيس "الجمعية الألمانية لعلم الفيروسات" أنّ أغلب حالات الهربس الفموي تنتج عن الإصابة بفيروسات الهربس البسيط من النوع الأول، لافتاً إلى أنّ المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي يمثلون الفئة الأكثر عُرضة للإصابة به. وأردف ميرتينز أنّ الكثير من الأشخاص يحملون الفيروسات المسببة لهذا المرض من دون أن يشعروا بذلك إلى أن تنشط لديهم للمرة الأولى وتتسبب في الإصابة بالمرض. تحدث الإصابة غالباً بسبب عدوى هذه الفيروسات للمرة الأولى في الطفولة المبكرة، وتظهر أكثر الأشكال الشائعة لها في التقرحات الفموية لدى الرُضع. وأشار ميرتينز إلى أنّه لم يتم تحديد الأسباب العلمية المؤدية إلى يقظة هذه الفيروسات حتى الآن، لافتاً إلى أنّ هناك بعض الآليات التي تحفّز نشاطها من جديد، منها التعرض لأشعة الشمس بشكل مكثف أثناء ممارسة الرياضة أو على الشواطئ وحدوث تغيّرات هرمونية في الجسم. ويلتقط أولريش كلاين، عضو "الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية"، طرف الحديث موضحاً: "ضعف المناعة الموضعية كالناتج مثلاً عن الإصابة بارتفاع درجة الحرارة أو غيرها من الأمراض والوقوع تحت ضغط عصبي، عوامل تسهم في نشاط هذه الفيروسات مرة ثانية. ويتسبّب التوتر العصبي في زيادة إفراز الأدرينالين في الجسم، ما يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة". وأشار ديتر كونراد، رئيس "الرابطة الألمانية لاختصاصيي الطب العام" في ولاية هيسن، إلى أنّ هذه الفيروسات الناشطة مرة أخرى تعود من العقد العصبية عبر المسارات العصبية لتستقر في مناطق خارجية من الجسم، خصوصاً على حافة الأغشية المخاطية. وأوضح  كونراد: "تكون الناحية الخارجية من الشفاه العليا أقرب موضع لظهور هذه الفيروسات". ويقوم الفيروس بتسريب السائل الوراثي الخاص به في خلايا الجلد السليمة الموجودة هناك؛ ثمّ يتم إفراز فيروسات هربس جديدة تبحث عن خلايا أخرى تستوطن بداخلها. وعن كيفية العلاج، أوضح كونراد أنّه علاج حتى الآن لهذه الفيروسات المسببة للهربس الفموي، لافتاً إلى أنّ تطوير تطعيم ضد الإصابة بها ما زال قيد البحث. وحتى الآن، يتم استخدام العلاج بالمراهم المحتوية على المواد الفعّالة التي تسهم في الحدّ من انتشار التقرحات والتحكم في عملية تكاثر الفيروس.