تعد ضاحية ريتشموند بمثابة رئة لندن الخضراء؛ حيث تزخر الضاحية التي تقع جنوبي غرب عاصمة الضباب بالحدائق العامة التي تمتاز بمناظر طبيعية خلابة تجتذب السياح من جميع أنحاء العالم.  وينعم السائح في هذه الضاحية بالهدوء والاسترخاء، والتي قلما يشعر بها عند زيارته لبريطانيا.

وعلى الرغم من ارتباط منطقة "ريتشموند على نهر التايمز" بخط المترو الأخضر الذي يمر بوسط العاصمة البريطانية لندن، إلا أن الزائر يشعر بأنه في منطقة ريفية بالفعل، ولا يكاد يصدق أن هذا الممر المائي المتعرج هو نفسه نهر التايمز الشهير في عاصمة الضباب، ويعتبر وادي النهر في ريتشموند من الأماكن المفضلة لدى رسامي المناظر الطبيعية، ومن أشهر هذه اللوحات الفنية ما أبدعه الفنان ويليام تيرنر.

ووصف الكاتب البريطاني والتر سكوت هذه المنطقة في كتاباته خلال عام 1818 بأنها تزخر بالفيلات الأنيقة ومحاطة بالغابات، ولم تتغير هذه المناظر الطبيعية تقريباً حتى الآن؛ نظراً لأن ضاحية ريتشموند تم تصنيفها خلال عام 1902 كأول بانوراما، وقام البرلمان البريطاني بوضعها تحت الحماية القانونية، ومنذ ذلك الحين لم تطرأ عليها أية تغيرات جوهرية.

ولهذا السبب فإن ضاحية ريتشموند تعتبر من أكثر المناطق في العاصمة البريطانية لندن التي تشهد إقبالاً كبيراً من السياح للقيام بجولات تنزه خلال الصيف بواسطة القوارب انطلاقاً من وستمنستر وصولاً إلى ريتشموند؛ حيث يستمتع السياح بالجلوس بضع ساعات في النهر تحت أشعة الشمس الدافئة في فترة ما بعد الظهيرة، مع تناول أكواب الشاي وكعكة الجزر اللذيذة. ولا يخلو المشهد من مرور مجموعات من البجع في حركة بطيئة بجوار القوارب.

نجوم عالميون

ونظراً لروعة المناظر الطبيعية الخلابة في ريتشموند يحلم الكثير من سكان لندن بالانتقال إلى هذه المنطقة والإقامة فيها. ولكن هذا الرغبة تظل حلماً بعيد المنال بالنسبة للكثيرين؛ لأن ضاحية ريتشموند تعتبر من أغلى المناطق السكنية بالعاصمة بالبريطانية لندن. ويعيش في المنازل القابعة على قمة تلال ريتشموند العديد من النجوم العالميين مثل ميك جاغر ودانيل كريغ وكيرا نايتلي، وتزخر المنطقة بالعديد من الفيلات المطلية باللون الأبيض مع أبراج بديعة.

وتزخر ضاحية ريتشموند بثلاثة أماكن رئيسية لجذب السياح من العاصمة البريطانية لندن، الذين يرغبون في الاسترخاء والتخلص من التوتر والضغط العصبي؛ حيث يمكن الاستمتاع بالهدوء والراحة في حديقة ريتشموند بارك، التي تعتبر أكبر مساحة مفتوحة في لندن، وتمتاز بوجود قطعان من الغزلان تمرح بحرية وسط الطبيعة.

ويعتبر قصر هامبتون كورت ثاني أهم عناصر الجذب السياحي في ريتشموند؛ حيث يمكن النظر إليه باعتباره قلعة حصينة من ناحية، ومن ناحية أخرى يعتبر قصراً أنيقاً يجمع بين الطرز المعمارية التيودورية والباروكية، ويفتح هذا القصر أبوابه أمام الزوار، ولا يفوت السياح زيارة أكبر مطبخ لا يزال محتفظاً بحالته الأصلية ويرجع إلى عصر النهضة، ويعود إلى زوجة الملك هنري الثامن، ويمتاز بأنه يمكن استعماله لطهي 600 قطعة من فطيرة التفاح مرة واحدة.

كيو غاردنز    

وتعد حدائق النباتات الملكية ثالث أكبر المزارات السياحية في ريتشموند، والتي تعرف اختصاراً باسم حدائق "كيو غاردنز". وقد قامت بريطانيا في البيوت الزجاجية بهذه الحديقة بالحفاظ على بقايا صغيرة من مستعمراتها السابقة في الهند، وبمجرد أن يفتح الزائر باب هذه البيوت الزجاجية يشعر أنه في منطقة مناخية مختلفة؛ حيث تسود أجواء دافئة رطبة وتفوح رائحة الزهور من كل جانب.

ولا يكتشف الزائر أن هذه الغابة المطيرة من صنع الإنسان إلا من خلال سماع صوت أنظمة رش المياه في البيوت الزجاجية. وتزخر حدائق كيو غاردنز أيضاً بوجود أقدم مجموعة من نباتات السحلبية ذات اللون الأرجواني، حيث يوجد بها أكثر من 5000 نوع، ويتوافر فريق خاص من خبراء النباتات لفهرسة هذه الأنواع.

ويوفر البيت الزجاجي "تيمبرات هاوس" فرصة مثالية لعشاق النباتات والبساتين في التعرف على عالم النبات عن قرب؛ حيث تم غرس بذور شجرة نخيل النبيذ في عام 1846، وتعتبر هذه النخلة الآن أكبر نبات في البيوت الزجاجية في العالم بارتفاع 18 متراً ولا تزال تنمو.

ويشعر الزوار بمشاعر الحنين إلى الزمن الجميل عند صعود الدرج الحلزوني المشيد على الطراز الفيكتوري، ويصعد الزوار على هذا الدرج إلى أعلى؛ حيث توجد صالات العرض تحت السقف الزجاجي، ويتمكن السياح من هذا المكان أيضاً من مشاهدة قمم أشجار النخيل العالية. ومن عناصر الجذب السياحي الجديدة في الهواء الطلق إمكانية الاستمتاع بجولة بين قمم الأشجار القديمة العملاقة.

  اقرأي أيضا: 

مكياج عروس يمنع الحضور من النميمة 

 سياحة لتركيب المجوهرات وتزيين الأعضاء الحميمة