يشتهر جبل فوجي بأنه أعلى قمة جبلية في اليابان، لذا فهو يعتبر قبلة السياح وهواة التسلق من جميع أنحاء العالم. وتبدأ رحلات صعود جبل فوجي من ارتفاع 2305 متر مع القيام ببعض تدريبات اللياقة البدنية وتمارين إطالة العضلات، وينتشر في المكان متاجر بيع الهدايا التذكارية، مثل بركان مصنوع من الشوكولاتة، ويحمل هذا المكان اسم المحطة الخامسة في الجبل، حيث تتوقف الحافلات السياحية هنا لينزل منها أعداد غفيرة من السياح. ويأتي السياح من جميع أنحاء العالم إلى هذا المكان لصعود قمة جبل فوجي، التي يصل ارتفاعها إلى 3776 متراً، والتي تظهر في الآلاف من اللوحات والأعمال الفنية، وتعتبر هذه المحمية الطبيعية من الأماكن المقدسة لدى اليابانيين؛ لأنها مكان عبادة إلهة "أزهار الأشجار المتفتحة"، وبالتالي ينتشر على الجبل وفي المنطقة المحيطة به العديد من المزارات المخصصة لهذه الإلهة. ويزداد الإقبال السياحي على منطقة جبل فوجي خلال فصل الصيف. وتبدأ رحلات التجول لصعود جبل فوجي في مسارات واسعة، وسرعان ما يزداد الانحدار، وبالتالي تتباطأ حركة تدفق السياح الذين يتوجهون خلال فترة ما بعد الظهيرة للمبيت في 20 كوخاً على قمة الجبل، من أجل الاستمتاع بمنظر شروق الشمس من فوق قمة الجبل في اليوم التالي. ولا يخلو المشهد من ظهور ضباب على المنحدرات يعيق رؤية الطبيعية الجرداء المحيطة. وبعد ساعتين من الصعود بدأت علامات التعب والإجهاد تظهر على وجوه السياح، الذين كانوا يتصببون عرقاً، وبدأوا يسألون عن مكان الأكواخ المخصصة للمبيت، والتي توجد على ارتفاع 3450 متر فوق مستوى سطح البحر، وعند هذا الارتفاع لا توجد أية أشجار أو نباتات، ويطغى على المشهد أرض جرداء وحطام بركاني. وأوضح تورو سوغاوارا، من فندق جبل فوجي، قائلاً: "يتم إحضار الأطعمة إلى هذا الارتفاع بواسطة البلدوزر". ويتكون هذا الفندق من مبنى خشبي بسيط مع غرفة للطعام ومطبخ ومهجع للنوم. وسأل السياح صاحب الكوخ عما إذا كانت هناك شخصيات شهيرة أقامت في هذا الكوخ من قبل، فأجابهم قائلاً: "نعم لقد جاء إلى هذا الكوخ الكثير من نجوم السينما والتليفزيون"، ومرت ساعات المساء بسرعة وخلد السياح إلى النوم مبكراً. حبات لؤلؤ وأشرقت الشمس في اليوم التالي على قمة جبل فوجي حوالي الساعة الثالثة صباحاً، وبدأ جميع السياح في الاستيقاظ من النوم وارتداء ملابسهم الثقيلة؛ نظراً لأن الأجواء خارج الكوخ لا تزال محتفظة ببقايا الظلام الدامس والبرد القارس والرياح الحادة التي تسود هذه المنطقة خلال الليل. وتناول السياح بعض قطع الشوكولاتة وساروا في مجموعات وهم يحملون مصابيح الإنارة، والتي كانت تبدو مثل حبات اللؤلؤ اللامعة في الظلام. واستغرقت الرحلة أقل من ساعة حتى وصل السياح إلى حافة فوهة جبل فوجي، التي توجد على مقربة من أعلى نقطة في هذا الجبل المقدس. وقبل أن يبدأ شروق الشمس تجمعت أعداد غفيرة من السياح على قمة الجبل، وكان من الواضح أنهم يعانون من برودة شديدة في أقدامهم. وفي هذه اللحظات اكتسى الأفق باللون الأزرق الداكن، وبدأ التوهج الأحمر بين السماء والأرض في الظهور، وتطلع السياح نحو مشهد شروق الشمس المهيب. ويصف السياح شعورهم في تلك اللحظات بأنه إحساس عميق يظهر بشكل مفاجئ، ويصوب السياح عدسات كاميراتهم نحو الشمس المشرقة، أو أنهم يديرون ظهورهم إلى كرة الضوء المتوهجة؛ لأنهم يرغبون في التقاط صور بديعة للأفق. وعندما ترتفع الشمس إلى عنان السماء، يتشتت انتباه السياح وتبدأ رحلة العودة إلى الأكواخ مرة أخرى. ويتزاحم السياح أسفل فوهة حول ضريح "سنغين تايشيا" الشهير، والذي تم تشييده في بلدة فوجينوميا المجاورة من أجل تقديس هذا الجبل. بالإضافة إلى أنه يوجد في المنطقة مكتب بريد حتى يتمكن السياح من إرسال بطاقات بريدية لأصدقائهم وأقاربهم ويحكوا لهم عن مشاعرهم بعد صعود الجبل المقدس. وفي الكوخ المجاور يتم صب شوربة معكرونة فاخرة في كوب بلاستيكي مع الماء من وعاء كبير. ويمتاز المرق الساخن بطعم شهي، ولكن الأصابع المتجمدة لا يمكنها الإمساك العصا الرفيعة، حيث تنزل المعكرونة منها كثيراً. وفي طريق العودة سار السياح بصورة أسرع نسبياً على الدروب المغطاة بالحصى، والتي تم تشييدها بحيث لا يتم إعاقة المتجولون أثناء صعودهم الجبل المقدس، وتستمر حركة الأفواج السياحة بسلاسة إلى قمة جبل فوجي. المزيد لمَ يحمل العريس عروسه يوم الزفاف؟ هل تحبين أحمر الشفاه الفاتح؟