أوضح طبيب الأطفال الألماني هانز يورغين نينتفيش أن صراخ الأطفال الرُضع المتكرر يرجع غالباً إلى إصابتهم بما يُسمى «مغص الأشهر الثلاثة الأولى» بعد الولادة. يتمثّل الأخير في آلام شديدة في البطن ونوبات انتفاخ لدى الطفل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمره. وأضاف عضو «الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين» في مدينة كولونيا أنّ قرابة 80% من الأطفال الرُضع يعانون من نوبات انتفاخ عادية لا تشكل خطورة، لكن قد تتسبب في الإصابة بآلام شديدة لدى 10 إلى 15% منهم، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بتقلصات (نوبات مغص). وأردف الطبيب: "تبدأ الإصابة بنوبات الانتفاخ بعد أسبوعين من الولادة، وغالباً ما تتراجع حين يبلغ الطفل أشهره الثلاثة». ومن الأعراض المميزة لهذا المغص  صراخ الأطفال في التوقيت نفسه يومياً، خصوصاً في وقت متأخر من فترة بعد الظهيرة أو في المساء، مع العلم بأنّ التقلّصات قد تستمرّ لبضع دقائق فقط وقد تستغرق 3 ساعات. وتابع نينتفيش: "تصعب عادة تهدئة الطفل خلال نوبات المغص، وغالباً ما يتلوّن وجهه بالأحمر القرمزي من شدة الصراخ، ويقوم أيضاً بشد ساقيه الصغيرتين باتجاه بطنه وقبض يديه بإحكام محاولاً تهدئة نفسه بذلك". وعند استمرار التقلصات ونوبات الانتفاخ، شددّ الطبيب على ضرورة أن يقوم الآباء بعرض طفلهم على طبيب مختص لاستبعاد الإصابة بأي أمراض أخرى. وأكدّ نينتفيش أنه يمكن للآباء مساعدة طفلهم من خلال إبقائه في وضعيه قائمة دائماً أثناء إطعامه وتقديم الطعام له ضمن حصص صغيرة على مراحل عدة؛ إذ يمكن بذلك تيسير عملية الهضم على الطفل. كما أن تدليك البطن باليدين أو بواسطة زجاجة دافئة يساعد في تهدئة الجهاز الهضمي. في بعض الأحيان، يسهم الإقلاع عن نوعيات معينة من الأطعمة في تحسين حالة الطفل. لذا ينبغي للأمهات المرضّعات أن يختبرن ما إذا كان ابتعادهن عن تناول الفواكه الحمضية مثلاً أو التوابل اللاذعة يؤثر على طفلهن الرضيع أم لا.