رغم حملات التوعية وارتفاع الأصوات المطالبة بالقضاء على زواج القاصرات، لكن الأرقام لا تبشر بخير، بل على العكس تتوقع دراسات إحصائية لليونيسف أن 142 مليون امرأة في العشرين ستكون قد تزوجت وهي طفلة بحلول العام 2020، وهو أكثر من ضعف عددهن سنة 2010 والذي بلغ 67 مليون. وحين كتب الباحث ماكس فيشر في تقرير، نشر بصحيفة واشنطن بوست في صيف 2013 ، عن زواج 38 ألف طفلة في العالم يوميا، كان يمكن لأي قارئ أن يستنتج بحسبة بسيطة في عقله حجم الأمية والجهل الذي ينتظر النساء في المستقبل اللواتي أرغمن على ترك مدارسهن في مرحلة مبكرة جدا. وربما يفكر أيضا بالعنف الذي تتعرض له هذه الصغيرات، والوفاة نتيجة أثر الحمل والولادة على أجسادهن الطفولية المتواضعة والتي لم تكتمل بعد لتؤدي مهمات الأمومة على نحو صحي وآمن، وكذلك حجم الأمراض الجنسية الذي يتعرضن له نتيجة تزويجهن زيجات متعددة. لكن الأمر يتجاوز ذلك من الزواج المبكر أو زواج القاصرات أو زواج الصغيرات، إلى ماهو أخطر ويتخذ أشكالا أكثر جدلا، كالحديث عن موضوع السياحة الجنسية، بحسب رأي فيشر، والتي تتخذ شكلا اجتماعيا بتزويج الفتيات الصغيرات فترات قصيرة أكثر من مرة. يقول فيشر الباحث بجامعة جون هوبكينز الأميركية إن "بعض الفتيات اللواتي ينشأن في الريف المصري يواجهن نوعا من زواج الصغيرات الأكثر رعبا. السياحة الجنسية التي ترتفع في الصيف". ويزعم فيشر إن الأثرياء يقومون لدى زيارتهم لمصر في الصيف بالزواج من قاصرات بشكل مؤقت. وبحسب تقرير نشر في وكالة IPS فإن تكلفة الزيجة التي تستغرق طيلة الصيف تتراوح بين عشرين ألف إلى سبعين ألف جنية مصري، وينتهي الزواج غير الملزم قانونيا بحسب التقرير بعودة الزوج المؤقت إلى بلاده، وفي حالات قليلة يصطحب الزوج عروسه الطفلة إلى بلاده مدة وقد تظل هناك، وعلى الأرجح أنه سيعيدها إلى ذويها بعد مدة. ورغم أن مايحدث في بعض قرى الريف المصري يعتبره أهلها زواجا، لكن الرقم الذي تصل له زيجة الطفلة الواحدة هو رقم لا يمكن التساهل معه، إذ تصل زيجات بعضهن إلى 60 زيجة قبل أن تصل سن الثامنة عشرة بحسب ما نقل تقرير IPS على لسان أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة الدكتورة عزة العشماوي. ورغم وجود قوانين واضحة تمنع زواج الطفلة في مصر، لكن تلجأ الكثير من العائلات إلى الاحتيال على هذا القانون، وقد طالبت كثير من الجهات في الحلقة النقاشية "مخاطر زواج الأطفال وزواج الصفقة وغيره وما ينتج عنه من مشكلات اجتماعية وقانونية" التي عقدت الشهر الحالي، بزيادة العقوبات على من يرتكبون هذه الاحتيالات في سبيل تزويج الطفلة. من جهة أخرى، تقدر الأمم المتحدة أن السياحة الجنسية تؤثر على مليوني طفلة سنويا في دول مثل تايلند، الهند، كوستاريكا وغيرها. وهو أمر مختلف عن زواج الطفلة الذي يعطيه البعض غطاء اجتماعيا ودينيا، رغم أنه زواج معقود من دون نية بناء الأسرة والاستمرار، وعلى الرغم مما تمر به الطفلة من زيجات عديدة طيلة سنوات طفولتها وكأنها سلعة تباع وترد ثم تباع مرة أخرى وهكذا. وتعيش دول أخرى مشكلة الزواج الصيفي وزواج الطفلة في بلاد مثل النيجر ومالي والمغرب وبنغلادش وتشاد، مثلما تعيش مشاكل السياحة الجنسية التي تتخذ تسميات وأقنعة مختلفة، في حين تزداد أعداد زواج القاصرات في معظم الدول العربية الفقيرة، كاليمن والأردن وفلسطين والعراق وسوريا. اقرأي أيضا: هاشتاغ #مليون_و600_سعودية_عانس: تعدد الزوجات ولا العنوسة بالفيديو: لبنانية مغتصبة وحبلى تواجه المجتمع برفقة والدها على التلفزيون الأغنياء يستأجرون أرحام الفقيرات…سياحة إنجابية! مدرجات حقول الأرز الملونة..لوحات الطبيعة المدهشة