القراء الأعزاء، مسألة اليوم غير متعلقة بزوج وزوجة بقدر ما هي متعلقة بأهل الزوج الذين هم على النقيض تماما من أخلاق ابنهم الملتزم مما يسبب متاعب نفسية وهزات أسرية لزوجته على وجه الخصوص. تقول الزوجة ميادة : مشكلتى ليست مع زوجي والحمدلله أنما مشكلتيى مع أهل زوجي فهو ملتزم ومتدين وانا على نفس طريقته لكن أهله ليسوا كذلك، بل إنهم على العكس منه. وهذا هو سبب عدم رضاهم عن زواجي منه منذ البداية وهم غير راضين عنه أيضا من سنوات طويلة بسبب التزامه. فهم أسرة منفتحة بشكل زائد عن الحدود، حيث أن أمه مثلا تريد مني خلع الحجاب عندما أخرج معها إلى الأسواق التجارية فحماتي تشعر أنها أصغر مني سنا، تلبس القصير والضيق من الثياب وتضع المساحيق وأفخم العطور. وعندما يعلم زوجي أنى خرجت معها نتشاجر ونختلف، فى الوقت الذي أراه يقبل يدها ورأسها عندما يراها. وتضيف ميادة: وإذا جئنا إلى الأب فحدث عن استغلاله لولده ( زوجي ) ولا حرج ،حيث يأخذ منه كل شهر نصف ماله، ولا أنسى يوم العرس عندما أخذ ما نسميه نقطة العروسين ( الهداية النقدية التى تأتي للعروسين ) بحجة إنه ولده الذي رباه وعلمه. الأب يدخن أمام الأطفال الصغار ويشرب الشيشة ولا يتوقف لسانه عن المسبات والكلام الجارح والفاضح، ويحب النكت الفاضحة ويرددها أمامنا دون أدنى حياء ، ويتغزل فى أى امرأه تمر من أمامه وحماتي فى منتهى السعادة، لأنها (فري)، لا غيرة ولا تدين ولا التزام. و وزوجي بمنتهى البر بهم وينفق عليهم ولا يعترض على سلوكهم بكلمة، مما دفعنى إلى العصبية أحيانا والاعتراض أحيانا لدرجة أننى بدأت أسب وأشتم زوجي وألومه وأنتقده. فهل لديكم من حل لما وصلت إليه في علاقتي بزوجي المتدين ؟ الجواب : اعلمي أيتها الزوجة الكريمة أن بر زوجك بأهله وإن كانوا غير ملتزمين من أحسن الصفات وليس عيبا يستحق به الزوج أن يهان أو يسب. صحيح أنه من الواجب عليه إسداء النصيحة لعائلته، دون إجبار أو عنف لفظي أو قطيعة عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ) . والواجب عليك أيضا أن تشاركيه فى تلك النصيحة لأنك مأجورة على ذلك ومأجورة على صبرك على أهل زوجك. وكم من أناس فى حياتنا هداهم الله بصبرنا على تصرفاتهم ودعوتنا لهم بالحسنة يقول صلى الله عليه وسلم: ( اتقِ الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) . احذري أختي الكريمة أن تسبيى زوجك مهما كان الخلاف، لأن ذلك سيفقد الحياة الزوجية الاحترام وتكون عرضة للهدم والدمار،حاولي السيطرة -قدر إمكانك- على مشاعرك السلبية نحو عائلة زوجك أثناء حديثك مع زوجك خاصة في لحظات الغضب، وأمسكي لسانك عن استخدام أي لفظ جارح، ولا تستدعي خبرات الماضي أو زلاته في كل موقف خلاف. لا تكثري من لومه وانتقاده فهذا يكسر تقديره لذاته وتقديرك له، ويقتل الحب بينكما، فلا يوجد أحد يحب من يلومه وينتقده طول الوقت أو معظم الوقت. احرصي على تهيئة جو من الطمأنينة والاستقرار والهدوء في البيت، على أن تسود مشاعر الود في حالة الرضا، ومشاعر الرحمة في حالة الغضب، فالسكن والمودة والرحمة هما الأركان الثلاثة للعلاقة الزوجية الناجحة. أخيرا، استعيني بالله، وأكثري من الدعاء لزوجك وأسرته دوماً؛ فالدعاء له مفعول السحر، والله قادر على الاستجابة بمشيئته سبحانه، كوني موقنة باجابة الله، وأحسني الظن به وتأكدي أنه لن يخيب رجاءك.