أعزائي القراء، لقد صارت ظاهرة تنذر بالخطر على حياة الأسرة بأننا نجد بعض الأزواج يتفنن في كسر شريكة الحياة نفسيا، بمعنى تحطيمها وجعلها بعد فترة تنظر لنفسها بعين التقليل بل والتحقير أحيانا سواء لجمالها أو شخصيتها أو خبرتها بالحياة. وتكون النتيجة المترتبة على تلك الجريمة النفسية هي تحطم الزوجة لتصبح هشة غير قادرة على إتخاذ قرار وقد ترى الخيانة بعينها فتسكت وتغفر ظنا منها أن هذا زوجها لديه عذره. فأنا لا أكفيه وهو مسكين صابر على زواجه مني وصابر على نقائصي. وقد يكون كل تلك الأفكار أوهام زرعها الزوج بطرق شيطانية في عقلها ووجدانها كمن يقول لزوجته أحيانا: لماذا انت صرت بدينة ؟ أو لماذا بشرتك صارت كأنك لديك 60 سنة ما استعملتي كريم أو ... أو .... فتقع الزوجة فريسة لتلك المشاعر المحبطة فتتنازل وتتغاضى عن أشياء يفعلها الزوج لا يتغاضى عنها أحد لتجد نفسها في نهاية الرحلة ضحية لزوج أراد التستر على جرائمه وخياناته بهذه التصرفات وحالة اليوم دفعتني لأن أكتب تلك الكلمات لأنبه كل زوجة آلا تخدعك مثل هذه الإحباطات التي يريد بها بعض الأزواج التستر على عيوبه هو ومساوئه هو وخياناته هو . دخلت الزوجة ( صفية ) تبكي خياناته المتكررة وتشتكي صبرها المتكرر عليه لدرجة انها كرهت ضعفها أمامه تقول : أوصلني زوجي لمرحلة صرت أشك في نفسي وقدراتي كأنثى. صرت اختلق له الأعذار لخياناته بحجة أنني لا أرضيه ولا أشبعه وغيرها من الشماعات التي صنعتها لنفسي من تحطيمه لي . مع العلم أن تلك الزوجة الشاكية يشهد الجميع بجمالها ونظافتها ولباقتها في التعامل لكن الرجل استطاع تغيير بوصلة حياتها ولا أقول ان ذلك يقع من الأزواج فقط بل ومرت بنا حالات لزوجات حطمن أزواجهن بنفس الأسلوب ونفس الطريقة. ولذلك نصحت تلك الشاكية وتعمدت أن تصل صوت النصيحة لكل من يمر بتلك التجربة أقول له : ثق ي بنفسك وثقي بربك أولا ولا تعطي الفرصة لأي أحد أن يحطم معنوياتك حتى لو كان شريك الحياة ولا تجعلي الإحباط يتسلل لنفسك وإلا ستخسرين نفسك وبيتك وحياتك كلها . وكلمتي الأخيرة لأمثال هؤلاء الأزواج الذين يتسترون على أخطائهم بإحباط شريكة الحياة وإفقادها ثقتها بنفسها أقول له : تذكر وصية المصطفى صلوات ربي عليه التي كانت أخر كلماته قبل موته للرجال والأزواج : "استوصوا بالنساء خيرا " هؤلاء النساء اللاتي قال عنهن الحبيب :" لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم" ولتعلم أيها الزوج أنه إن كسرت نفسيتها سيأتي يوما من مدير عمل أو صاحب سلطة عليك من يكسر نفسيتك لأن ظلم النساء وعقوق الوالدين تعجل عقوبتهما في الدنيا ويكفيك مني هذا القدر لتتعظ .