عقدت مؤخراً مراسم حفل توزيع جوائز برنامج "لوريال – يونيسكو من أجل المرأة في العلم" للعام 2014 في جامعة السوربون في باريس لتكريم الفائزات الخمسة بجائزة البرنامج كما تم منح الزمالة الدولية لخمسة عشر عالمة، ثلاثة من بينهن كن عالمات عربيات متميزات في مجال البحث العلمي، وهن العالمات د. علياء الشطناوي من الأردن، عديلة العبيد من السودان، ود. فرح عويشتاتي من تونس. حيث تم تكريمهن في الحفل الذي ترأسه الأستاذ جونتر بلوبل الحائز على جائزة نوبل في الطب، وحضر الاحتفال أيضاً السيدة آيرينا بروفوكا مدير عام اليونسكو، والسيد جان بول أغون رئيس مجلس إدارة والمدير التنفيذي لمجموعة لوريال ورئيس مجلس إدارة مؤسسة لوريال.

ومن الجدير بالذكر أن برنامج "لوريال –يونسكو قد أنشأ من أجل المرأة في العام" عام 1998 إيماناً بأن "العالم يحتاج إلى العلم والعلم يحتاج إلى المرأة". وقد كرم البرنامج خلال الستة عشر عاماً الماضية، السيدات المتميزات في المجال العلمي حول العالم، واللاتي ساهمن في تقدم العلم والمعرفة وساعدن في تغيير العالم إلى الأفضل.

في كل عام يمنح البرنامج الزمالة كمكافأة للسيدات الشابات الباحثات والمتميزات والاتي يتوقفن عند مراحل هامة ومصيرية في حياتهم في ظل النمطية والأفكار المسبقة التي لم تدرك بعد دور المرأة في العلم. تُقلص الضغوط الاجتماعية دور المرأة بشكل كبير في تمثيل المهن العلمية، ففي كافة أنحاء العالم، تمثل المرأة في مجال البحث العلمي أقل من واحد إلى ثلاثة من الباحثين، كما بلغت نسبة عدد جوائز نوبل في العلوم الممنوحة للمرأة أقل من 3% من إجمالي الجوائز.

وكان برنامج"لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم"  قد أعترف منذ عام 1998 بأكثر من 2000 امرأة في مجال العلوم في 115 دولة، حيث فازت اثنتين منهن لاحقاً بجائزة نوبل. هؤلاء السيدات أثبتن أن الموهبة والشغف يمكنهما التغلب على أية عقبات.

هذا بالإضافة إلى 230 زمالة محلية تُمنح سنوياً من قبل فروع مؤسسة لوريال في كافة أنحاء العالم، حيث تم إنشاء برنامج "لوريال – يونسكو" للزمالة الدولية عام 2000 لتحفيز مجموعة متميزة مكونة من خمسة عشر زميلاً دولياً على مستوى الدكتوراه وما فوق من خلال دعم أعمالهن لمدة عامين في مؤسسات مرموقة خارج بلادهن الأصلية حيث اكتسبن تجربة فريدة وتمكن من بناء شبكات هامة.

ترأس لجنة الجوائز في علوم الحياة هذا العام الأستاذ/ جونتر بلوبل، الحائز على جائزة نوبل، وتضمنت اللجنة د. لحاظ الغزالي، الحاصلة على جائزة البرنامج سابقاً، وأستاذ علم الوراثة وطب الأطفال في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وقد منحت اللجنة ثلاث زمالات إلى سيدات عربيات تميزن في مجال العلوم.

وقد مُنحت د. علياء الشطناوي، الأستاذ المساعد في قسم علم الأدوية بالجامعة الأردنية الزمالة تكريماً لعملها في الكشف عن الآليات الجزيئية المؤدية لتطور مضاعفات أمراض القلب لدى مرضي السكري. وسوف تتم استضافتها في جامعة جورجيا ريجنتز بالولايات المتحدة الأمريكية، ولدى عودتها إلى الجامعة الأردنية، سوف تقوم د. علياء الشطناوي بتدريب باحثين آخرين على هذه التقنيات الجديدة كما ستعمل في الوقت ذاته على مشروع مماثل باستخدام عينات من مرضى السكري في الأردن. وقد أوضحت أنها ممتنة لهذه الفرصة، بقولها: "يتزايد عدد السيدات العاملات في مجال العلوم، فيما لا يزال العلم عالم يسيطر عليه الرجال".

كما مُنحت عديلة العبيد، طالبة دكتوراه سودانية في كلية الطب بجامعة الأحفاد للبنات، الزمالة عن بحثها حول عملية "الانتكاس العصبي" وجهودها في زيادة الوعي حول التبرع بأنسجة المخ في السودان، وهي أحد الدول التي تمنع معتقداتها التقليدية قبول التبرع بالأعضاء بعد الوفاة. وذكرت أنه سيتم استضافتها في معهد علوم المناعة والوراثة والأمراض في جامعة أوبسالا السويدية، حيث سيتاح لها فرصة مباشرة لمراقبة كيفية إنشاء وإدارة بنوك الأنسجة المخية. تخطط عديلة العبيد، لدى إنجازها رسالة الدكتوراه، للعودة إلى السودان لاستكمال التدريس والبحث وهدفها هو إنشاء أول بنك لأنسجة المخ في الدولة. وذكرت عديلة: "أعتقد أن غالبية النساء في مجال العلوم يوافقن على أن التحدي المستمر هو أن يصبحن أفضل عالمات ، وفي الوقت ذاته، أفضل ابنة،  أفضل أخت أو أم يمكنها أن تكون؛ ورغم ذلك، فأنا أعتبر نفسي محظوظة لمواجهتي هذا التحدي".

منحت د. فرح عويشتاتي، باحثة تحمل شهادة ما فوق الدكتوراه في معهد هادي الريس لطب العيون ومعهد باستور في تونس الزمالة، وستتم استضافتها في قسم الوراثة، معهد البصريات في باريس – فرنسا، وقد تم تكريمها عن بحثها في الأصول الجينية لأمراض الشبكية وبالتحديد أكثر عن دراسة الجين Nxn12، الذي يمكنه أيضاً أن يلعب دوراً هاماً في مرض الزهايمر. وصرحت فرح بقولها: "إن مُعلمي العلوم الملهمين هم اللبِنة الأساسية والمفتاح لدخول المزيد من الطلاب إلى المهنة، إنهم المُعلمين الذين يساعدون الطالب في تعلم التفكير بطريقة نقدية وكيفية طرح الأسئلة الصحيحة والمناسبة".

أظهرت هؤلاء السيدات العربيات المتميزات والزميلات العالميات إمكانيات بارزة في مجالات علم الأعصاب وأمراض الإنسان وعلم الوراثة كما ساهمن بالفعل في خلق الحلول المبتكرة في مجالاتهن المختلفة. تُمثِل هؤلاء السيدات الاستثنائيات مصدر إلهام لأجيال المستقبل في منطقتنا العربية وفي المجتمع العلمي الدولي ككل حيث أصبحن منارات للإنجاز العلمي جديرات بالتكريم والتهنئة.

المزيد:

لوريال واليونيسكو تكرمان 10 باحثات عربيات

تعرّفي إلى نجمة “لوريال” الجديدة؟

الباحثة نعيمة كرم الدرمكي تتحدث عن بحثها في الهندسة الكيميائية