رغم عشرات الأعمال في كل عام، إلا أنّ الدراما السورية تجاهلت الكثير من أنماط الأمهات. مثلاً، لم ترصد أماً أرملة عاشت حياتها الطبيعية بعد موت زوجها، بل إنّ الدراما أبقتها أسيرة زوجها الأول المدفون تحت التراب، فهي تأبى أن تفكر في منح عواطفها لرجل آخر! ولم تشهد الدراما أدواراً لأمهات قويات الشخصية ومخططات جيدات في الحياة، ومربيات صالحات وطموحات وحنونات وعظيمات في آن. الأم في الدراما السورية إما مربية ناجحة وزوجة مطيعة أو سيدة أعمال ناجحة، فالتوافق بين الاثنين بعيد تماماً، فأين الأم المتمردة التي تخون زوجها؟ أين الأم "المهملة" التي لا تعير لأبنائها اهتماماً؟ أين وأين؟ إذاً الأم في الدراما السورية مغلوب على أمرها ومضحّية، أو متسلطة ومتجبرة أو منحرفة، فهي بالعادة لا تحمل خيوطاً معقدة أو مركبة. وعلى ما يبدو، فإنّ الدراما السورية أوفت بوعودها في معالجة قضايا الأم وفقاً لتقاليد المجتمع الشرقي وعاداته. المزيد: نادين وصبا ويارا… أمهات مختلفات!