كثيرات هن الأمهات النمطيات في الدراما السورية. إلا أنّ ممثلات كثيرات جسّدن دور أمّهات مختلفات شكلاً ومضموناً. في مسلسل "وراء الشمس"، قدّمت نادين خوري شخصية الأم التي تعيش معاناة يومية مع ابنها المصاب بـ"متلازمة الداون"، وتبرع في التعامل مع الواقع المؤلم والتأقلم معه، معبّرة عن حنانها الذي يصل في بعض الأحيان إلى حد المبالغة، لكنها نجحت في بث الأمل في قلوب الأمهات اللواتي يربين أبناءهن من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولا تختلف شخصية "أم بدر" التي أدتها منى واصف كثيراً، فهي أم لابن مصاب بمرض التوحد، لكنها تتعامل معه بكل شفافية وعفوية مقدمة له حنان الأم الذي لا ينضب. وتدافع صبا مبارك عن حملها في هذا العمل رغم معرفتها المسبقة بإعاقة ابنها الذي لم يأت إلى الحياة بعد، لكنها بقيت متمسكة بشعور الأمومة، ورفضت فكرة التخلص من الولد وعاشت صراعاً طويلاً مع ذاتها أولاً وزوجها ثانياً، لكنها انتصرت في النهاية لتكون أماً صبورة. ضحى الدبس كانت أماً أيضاً لمراهق مصاب بالشلل في مسلسل "الشمس تشرق من جديد"، لكنها ظهرت بصورة الأم القوية التي لا تنكسر رغم الظروف، ونجحت في زج ابنها في المجتمع من دون أن تشعره بأنه ينقص عن غيره ولو بشعرة. أما يارا صبري، فكرّست نمطية الأم في مسلسل "قيود الروح" من خلال شخصية الأم الملبية لكل احتياجات طفلها ذي الاحتياجات الخاصة، إلى درجة أنّ علاقتها به تفوقت على علاقتها بزوجها، معطية كل الحق لابنها في ممارسة الحياة بشكل طبيعي وفقاً لما يحب. المزيد: منى واصف… الأم الأكثر دفئاً