لا تعتبر التقاليد مجرد عادات يتسلّمها الجيل الجديد من الجيل الذي سبقه. العادات والتقاليد سلسلة من الحلقات التي تنتقل من جيل إلى آخر يصاحبها بعض التغيرات وفقاً لظروف كل مرحلة وقيمها. ويأخذ الإنسان عاداته وتقاليده متأثراً بمن حوله، فتظهر في أفعاله وأعماله إلى أن تصبح روتيناً في برنامج حياته اليومية. الزواج ومراحله جزء من عادات شعوب العالم وتقاليدها. لأبناء كل دولة وقبيلة وحَي تقاليدهم التي نشأوا عليها وأصبحت مع الزمن نمطاً اجتماعياً مقدّساً لدى بعضهم بغض النظر عن عملية تقييم هذه العادات، وما إذا كانت تتعارض مع القيم الإنسانية ومبادئها وإنتشار الأمن والأمان فيها.   أثيوبيا بلد القوميات في تحقيقنا اليوم نسلط الضوء على بعض تقاليد الزفاف والزواج لدى إحدى دول القارة الافريقية وبالأخص عند بعض القوميات الأثيوبية نسبة لتعدّدها داخل الإقليم الواحد والقومية الواحدة أيضاً. تعتمد اثيوبيا على تقويم خاص متأخر بفارق ثمانية أعوام عن التقويم الميلادي. أول شهور السنة الاثيوبية هو شهر مسكرم أو أيلول/ سبتمبر. في هذا الشهر، تقام أهم المناسبات الاجتماعية كالارتباط والزواج. ومن أبرز عادات الزواج في أثيوبيا والمشتركة بين غالبية القوميات، إختيار فتاة من خارج إطار العائلة بعد أن تسأل عنها نساء العائلة. ثم يقوم أهل العريس بإحضار المهر والشبكة، على أن يُجهّز أهل العروس منزل الزوجية إضافةً إلى تقديم مبلغ من المال للعريس يُسمى محلياً "القزمي". اللافت في هذه الزيجات ليس استمرار الإحتفال لأكثر من ثلاثة أيام، بل ما يقدّمه أصدقاء العروسين من خدمات لمدة 12 يوماً لا تتحرك فيها العروس من الغرفة ولا تقوم بالأعمال المنزلية.   زفاف السوط يغلب الكرم على عادات الزواج في مناطق هرر وبالي وجيمه الاثيوبية. بعد الإعلان عن الخطبة التي تتم بحضور المشايخ والقبائل، يُرسل العريس بقرة حلوباً إلى منزل عروسه حيث تبدأ والدتها بتجهيز ما لذ وطاب لمنزل ابنتها الزوجي. ومن واجبات العريس لحظة إعلان خطوبته أن يكون في خدمة والد العروس دائماً، فيساعده مثلاً في الزراعة والرعي. وفي وقت تنشغل فيه والدة العروس بتخزين السمن من البقرة وتجهيز العسل والقمح المطحون، يُسلّم للعريس كل ما حُضّر بعد الانتهاء من مراسم الزفاف أو كما يسمى "يوم السوط". أما عن مائدة الزفاف، فتقدم للحاضرين على طاولات خاصة، على أن لا يأكل العريس إلا من مائدة أعدّتها والدة العروس بنفسها كدليل على رضاها عنه. كما تقدّم له إناءً من اللبن ليشرب وأصدقاؤه منه، ويمنح هو في المقابل عمة العروس وخالتها هدية من المال. اخطف واهرب وإلى بعض المجتمعات القبلية في اثيوبيا حيث الحب ممنوع يترأسه الزواج القسري الذي تحرّمه التشريعات السماوية وتتغاضى عنه المحاكم القبلية حتى الساعة. "اخطف واهرب وتزوّج" كلمات ثلاث سائدة في بعض القبائل الاثيوبية. يقوم الرجل ومعه بعض أصدقائه باستئجار سيارة ومراقبة تحركات الفتاة التي أعجبته، فيخطفها من الشارع ويذهب بها إلى منزل ذويه. بعد ذلك، يقوم وفد من أسرته بزيارة أهل الفتاة التي يتم احتجازها إلى أن يصل أحد أفراد أسرتها ويحدّد ما إذا كانت العائلة والعروس توافقان على "الخطبة" والاقتران بالخاطف. للمزيد: ضرب العريس وعدم دخول الحمّام والمزيد من عادات الزفاف الغريبة الزفاف في تايلاند، تقليدي بامتياز!