وسط الزحام الكبير من الأعمال الدرامية، تباينت صورة الأم بين عمل وآخر. جاءت الأم في مسلسلات البيئة الشامية عبارة عن زوجة مطيعة ومضطهدة وطباخة ماهرة ومربية جيدة، بينما توقف دورها خارج المنزل عند تنظيم الاستقبالات وحضور المناسبات الاجتماعية والذهاب إلى حمام السوق ونشر النميمة. لكنها أيضاً بدت حماة قاسية وفضولية تتفنن في التحكم بزوجة ابنها.

هكذا، أظهرت الدراما السورية الأم في العصر القديم كأنها بلا حول ولا قوة، بل صوّرتها على أنّها بعيدة كل البعد عما يحصل حولها من مشاكل إلى درجة السذاجة، وأكثر ما يمكنها فعله هو قراءة بعض التعويذات لرد العين عن منزلها.

وتبدو شخصية "أم عصام" في مسلسل باب الحارة الاستثناء الوحيد. قدمت الممثلة صباح الجزائري شخصية متوازنة بين القوة والحنان، بل متمردة على واقعها إلى درجة أوصلها عصيانها لأوامر زوجها إلى الطلاق المتكرر.

وفي مسلسل "أيام الصالحية"، يعيش الرجال في عالم من الشهامة والرجولة بينما تعيش النساء في عالم مختلف ينحصر في غرف النوم وإرضاء الزوج وتنظيم الاستقبالات.

وتناست أعمال البيئة الشامية الأمهات العظيمات المثقفات اللواتي لعبن أدوراً هامة في السياسة والعلوم والطب والثقافة...

المزيد:

هل أُنصفت الأم في الدراما السورية؟