يعتبر مسرح البولشوي أحد أبرز معالم العاصمة الروسية الجميلة موسكو، وقد تأسس في العام 1824 بتصميم المهندس المعماري الروسي الإيطالي الشهير جوزيف بوفيه. تقتصر عروض البولشوي على الباليه والأوبرا فقط. وقد كان اسم المسرح الأصلي "مسرح موسكو للبولشوي الإمبراطوري". بينما خصصت المسارح الأخرى لعروض المسرح الدرامية، فقد كان هذه النوع من المسرح يعتبر أقل شأنا من الباليه والأوبرا، إذ كان النوعات ينتميان للفن النبيل المقتصر على الملوك والأمراء والارستقراطيين والنبلاء. ويعتبر باليه البلوشوي من أقدم الفرق في العالم ويضم 200 راقص وراقصة. أما المسرح فهو الأب الذي انبثقت عنه أكاديمية البولوشوي للباليه، وهي المدرسة الحلم لأي شاب أو فتاة تطمح أو في الانتماء لعالم رقص الباليه. جدد مسرح البولشوي ورمم أكثر من مرة كان آخرها في العام 2011، حيث بلغت قيمة تصليحاته التي استمرت ستة أعوام 688 مليون دولارا. شهد هذا المسرح على مر السنوات أجمل وأعظم مسرحيات الأوبرا وعروض الباليه، وقد تهافت الرسامون في العالم على رسمه في لوحات عرضت في القصور الملكية والمتاحف العالمية. وبسبب هذا التاريخ العريق للبولشوي فإن تذاكر حضور الحفلات فيه لغاية اليوم من التذاكر المرتفعة الثمن، ولكن أسعار المقاعد فيه تختلف بحسب موقع المقاعد، حيث تعتبر البلكونات التي كان يجلس فيها الأباطرة والملوك والأمراء إلى اليوم من أغلى المقاعد سعرا. أم الطراز المعماري البديع لهذا المسرح فيعد من أجمل أبنية المسرح في العالم، إذ صممت واجهته على نحو جمع بين تاريخ روسيا والفن في وقت واحد، بينما تألقت سقوفه العالية بلوحات جسدت الأساطير القديمة. وعلى الروبل الروسي اليوم نجد واجهة مسرح البولشوي مطبوعة على العملة الورقية. فإذا كنت من عشاق الباليه وتفكرين بمشاهدة أجمل مكان وأعرق فرقة في العالم في تقديم هذا الفن، فربما يكون البولشوي أحد أجمل أسباب زيارة موسكو هذا الصيف، خاصة وأنه أفضل مواسم السياحة في مدينة الألوان والثلج.