إن ممارسة العلاقة الجنسية هي جزء جوهري في سيرة كل كائن منا. فهي مفتاح الحياة والعاطفة والباب الأول لاستمرار هذه الدنيا وهي كذلك سبب في امتدادنا.

والاستفسار عن الجنس بالنسبة للأطفال هو سؤال مثل أي سؤال آخر وفضول لا يقصدون منه شيئا سوى إرضاءه. وعاجلا أم آجلا سيأتي اليوم الذي تأتي فيه طفلتك أو طفلك يسألك: من أين يأتي الأطفال؟ وبالتأكيد ليس المطلوب منك أن تجيبي أنه ياتي من بطنك فقط. فهذه الفكرة بصيغتها المجردة أيضا مرعبة وغامضة إذا لم يتم نقلها للطفل بشيء من التفسير المقبول والمناسب.

أليس من الأفضل تجاهل السؤال؟ 

أما تجاهل السؤال أو تأنيب الطفل على أنه تجرأ وطرحه فلن يكون أثره محمودا، لأنه يجعل الطفل يبحث عن الجواب في مكان آخر، ولن تعرفي من أين سيأتي به. كما أن قمع الطفل لدى توجيهه أسئلة محرجة ستعلمه أن يخاف من السؤال وألا يكون صريحا معك، وأن يتحاشى النقاش كي لا يغضب منه الكبار، وأنت لا تريدين لشخصيته أن تكون ضيعفة هكذا!

والأهم من كل هذا ألا تقارني نفسك بطفلتك وتقولي ستكبر وتعرف مثلما عرفت. فالجيل الآن متقدم علينا، ومصادر معلوماته لا تعد ولا تحصى وهي بكل صدق خارج سيطرة الأبوين والمدرسة.

واليوم تخبرك "أنا زهرة" بالطريقة المثالية للإجابة على هذا السؤال كما ناقشها خبراء التربية الحديثة في عالمنا وفي العالم الغربي، فالطفل هو الطفل في كل مكان وكلنا مهما اختلفت أجناسنا وأعراقنا ودياناتنا نخاف على أطفالنا من هذه السؤال.

ماذا تقولين بالضبط؟  

في عمر مبكر يسأل الطفل السؤال ويقبل بأي إجابة، لكن في عمر 11 و12 لن يقبل أي إجابة فهو يعرف أن الأمر متعلق بك وبوالده.

وبمناسبة الحديث عن الجنس يتم الحديث عن قيم أخرى، الأخلاق والزواج والحب بين الزوجين.

وكثير من الأمهات تتساءل هل إذا تحدثت لطفلي عن الجنس سيرغب باكتشافه أو هل سأنمي لديه الفضول فأضره بدلا من أنفعه؟

لكن مهلا، فقد اثبتت كثير من الدراسات أن الأطفال الذين كانوا يتحدثون لذويهم عن العلاقة الجنسية هم أبعد عن الانحراف، وممارسة التحرشات المزعجة بزميلاتهم، من أقرانهم الذين لم يكونوا قادرين على مناقشة أسئلتهم مع والديهم.

ولكن ماذا أقول لطفلي بالضبط؟

الإجابة تكون بالحديث بوضوح أن الرجل لديه أعضاء والمرأة لديها أعضاء بالحب والزواج تجتمع هذه الأعضاء وتبتكر طفلا جميلا. وأن الحب هو الأساس والزواج هو العنوان. وأن النوم في سرير واحد مع الأب هو السبب في أن هذا الطفل موجود في العالم، وبهذه الطريقة ستكون العائلة سعيدة دائما.

وأن الفتاة لديها طبيعة مختلفة عن الشاب، فهي تتعب قليلا مرة كل شهر لأن الله خلق جسدها هكذا. وأن هناك أمراض قد تنتقل للإنسان إن لم يكن حريصا وينتظر حتى يكبر ويتزوج لكي يصبح لديه طفلا.

وبمناسبة الحديث عن العلاقة الجنسية يمكن الحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة، وهنا لابد من التطرق إلى تأثير الملابس وما تعطيه من انطباعات عنا. ولا بد من التوضيح من دون تخويف أن على الفتاة أن تخبرك دائما إن اقترب أحد من ملابسها، وأن عليها ألا تدع أحدا يفعل ذلك، خاصة ملابسها الداخلية، لأنها ملابس تخصها فقط.

وأي طريقة هي المناسبة في الحديث؟

الكثير من الآباء لا يشعرون بالراحة وهم يشرحون هذا الموضوع للطفل. ومن المفيد أن تناقشي مع زوجك ما ينبغي أن تقولا للطفل، ويفضل أن يتحدث الأب والأم مع الطفل أو الطفلة. وأن لا ندع الأب يتحدث مع الابن والأم مع الابنة فالأصل هو الصراحة بين الجميع في العائلة الواحدة ذكورا وإناثا، وعلى هذا لا بد أن يتربوا. جلوس الأبوان والحديث براحة جزء أساسي ومطمئن للطفل من جهة، وللأبوين أيضا، فقد قاما ببناء جسر ثابت من العلاقة الصادقة والصريحة في أحد أكثر المواضيع حساسية بين الأبناء والآباء.

ولا تنسي فقد يكون الأبناء أنفسهم محرجين أمام الأبوين، لذلك يمكن استغلال مقطع في مسلسل أحيانا لشرح العاطفة التي تجمع الرجل بالمرأة مثلا. أو نمو الصدر لدى الفتاة والشعر على وجه الولد للحديث عن الأمر.

عزيزتي مهما كان الموضوع محرجا لك وللأب لكنه موضوع أساسي. وانتما الأساس في توجيه الابن والابنة قبل المراهقة لبناء شخصية سليمة قادرة على اتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب. وكذلك لكي لا نربي الخوف في أبنائنا وبناتنا والعقد التي قد تسبب لهم التعاسة في علاقتهم الزوجية فيما بعد.